نون والقلم

المنزعجون من زيارة واشنطن

زياره الرئيس السيسى الى واشنطن والحفاوة التى استقبله بها الرئيس ترامب أصابت أطرافاً كثيرة بالانزعاج.. وهى الأطراف التى استفادت من توتر العلاقات بين أمريكا ومصر طوال السنوات الماضية.

ومن بين هذه الأطراف دول سعت للوقيعة بين مصر والإدارة الأمريكية منذ أن تولى ترامب المسئولية.. وكذلك جماعه الإخوان المسلمين ومموليهم والاستقبال أصاب هؤلاء بالصدمة فقد أحسوا أن كل الأموال التى تم ضخها لوسائل الإعلام والإعلانات مدفوعة الأجر والكتائب الألكترونية التى قاموا بحشدها وإرسال ملايين المعلومات الخاطئة إلى هذه الوسائل ذهبت فى الهواء، ونجحت الإدارة المصرية فى توجيه صفعة لهؤلاء من خلال هذا الاستقبال والحفاوة والاجتماعات الفنية.

ومن المتضررين الشلة الأمريكانى التى كانت تتواجد وتحضر مع كل مسئول أمريكى يحضر إلى مصر وكان يطلب الاجتماع معهم بالاسم وكأنهم المتحدثون الرسميون باسم الشعب المصرى.

وإدارة ترامب تختلف عن إدارة بوش الابن رغم أنهم من حزب واحد لكن الظروف الموضوعية التى جاء فيها كل شخص جعلته يتخذ قرارات يراها لمصلحة بلاده، فكان بوش يعمل على محور تحسين صورة أمريكا فى المنطقة وصرف ما يقرب من مليارى دولار أنشأ من خلالها قناة تلفزيونية وإذاعة وعدداً من الصحف فى البلدان العربية من خلال وكلاء الشركات الأمريكية وبالاتفاق مع الحكومات وقتها.

بل إن الحكومات هى من رشحت له من يكون مالك الصحيفة مقابل أن يحدد الجانب الأمريكى المسئول عن إدارتها، وهذه الصحف منتشرة الآن فى أغلب الدول العربية ذات العلاقة الجيدة مع الإدارة الأمريكية ومنها ما أغلق لتوقف التمويل.

وكانت إدارة بوش تسمع فقط لعدد معين من الشخصيات، وكانت هذه الشخصيات تتحكم فى مواقف الإدارة الأمريكية وقتها، ولذا حدث التوتر بين إدارة بوش وبعض البلدان العربية ومنها مصر ومع مجىء أوباما سار على نهج بوش، وكانت عندما يأتى أى مسئول أمريكى إلى القاهرة لا يلتقى إلا مع نفس الشخصيات التى صنعها بوش وجعلها صاحبة الرأى الأول فى تحديد علاقته مع مصر.

واستمر الوضع حتى بعد ثورة يناير ولكن دخل على الخط قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومجموعات من السلفيين وأصبحوا هم المفضلين لدى إدارة أوباما عن شلة بوش وأصرت إدارة أوباما عن دعمهم وتمويلهم.

وكان يتم دعوة بعض الشخصيات منهم وكأنهم مسئولون كبار ويلقون بيانات وكلمات أغلب ما بها من معلومات مبالغ فيه والباقى يحمل أجندة منحازة، وزادت هذه الحالة بعد ثورة 30 يونيو ووقع الصدام مبكراً بين هذه المجموعة وبين الإدارة المصرية وقتها لأنهم استغلوا حالة غموض الموقف المصرى وقتها لصالحهم الشخصى وليس من أجل الشعب المصرى.

فهذه الشلة الآن متضررة مثل الإخوان من تحسن العلاقات المصرية – الأمريكية وعودتها إلى ما كنت عليه أحداث 2004 وما ظهر فى رد فعل الإعلام الأمريكى الممول من الإخوان المسلمين ومن منظمات حقوقية محددة لها أجندة سياسية وتتعاون مع منظمات تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى والإدارة الأمريكية نفسها فرضت عقوبات على قيادات هذه المنظمات، مثل منظمة الكرامة التى كان آخر شخص تم فرض عقوبة عليه رئيسها فى اليمن.

وعلى الإدارة المصرية أن تفوت هذه الفرصة على هؤلاء بالانفتاح على المجتمع الدولى ودعم المجتمع المدنى ووقف حملات الاغتيال المعنوى التى تقوم بها بعض الأطراف المحسوبة على النظام ضد كل من يعارضه، فهى الحجج التى يتخذها هؤلاء ذريعة للهجوم على مصر وعلى النظام المصرى.. فلابد أن ندعم ترامب أمام كل من يتهم مصر بانتهاك حقوق الإنسان والمجتمع المدنى بأن نطلق الحريات حتى يخرس هؤلاء إلى الأبد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى