«وقطعتْ جهيزةُ قولَ كلِّ خطيبٍ»، مَثَلٌ انطبَقَ كليةً على اللقاء الأخويِّ بينَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والرئيس المصريِّ عبدالفتاح السيسي، على هامش القمة العربيَّة في عمَّان.
للصورة دلالاتُها كما يعلم العارفون، وبعينٍ فاحصةٍ لطبيعةِ اللقاء يتَّضح مدى التقدير الذي يحمله كلٌّ من خادم الحرمين، والرئيس السيسي لبعضهما البعض، ولقيمة وأهميَّة كلِّ دولةٍ من دولهما. كما أنَّ هكذا صورة إنَّما هي دليلٌ دامغٌ على عمق العلاقات بين المملكة ومصر، وإخراس حازم لكلِّ الألسن، ووسائل الإعلام المغرضة، التي سعت إلى اختلاق أكاذيب وخيالات لأوهامٍ بوجود خلافاتٍ كبرى بين الزعيمين العربيين الكبيرين، وبين البلدين العربيين الكبيرين.
المملكة ومصر دعامتان كبيرتان للأمَّة العربيَّة، وتضامنهما قوَّة لأمَّة العرب، وهذا ما يُدركه بوعي، المتربِّصون، والحاقدون، ولهذا فهُم على الدوام يسعون الى إثارة البلابل، واختلاق الأوهام بوجود خلافات بين البلدين؛ لتنفيذ أجندتهم البغيضة في تفكيك العرب، ورؤية الأمَّة، وهي فى حالة نزاعٍ دائمٍ.
كم قِيل، وكُتب، وكم ثرثرة أُثيرت عن وجود اختلاف جوهريٍّ بين المملكة ومصر في الشأن السوري، ليأتي وبكلِّ وضوحٍ وزيرُ الخارجيَّة المصريّ السيد سامح شكري، ويقول في هذا الشأن تحديدًا، وردًّا على سؤال لرئيس تحرير جريدة الأهرام: «إنَّ كلمتَي الرئيس السيسي، وخادم الحرمين أمام القمَّة جاءتا متطابقتين، وتضمنتا نفسَ عناصر التَّعامل مع تلك الأزمة، وأنَّ هدف البلدين هو الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السوريَّة».
فى المقابل وصف الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجيَّة الموقفين السعودي والمصري من المسألة السوريَّة بقوله: «هناك مبالغاتٌ بالنسبة لموقفَي مصر والسعوديَّة من سوريا. إنَّ كلتا الدولتين تسعيان نحو الحل السياسيِّ، وتنفيذ قرارات جنيف، ومجلس الأمن، وهناك تشاور مستمر بينهما في هذا الشأن».
عمق العلاقات بين المملكة ومصر ورسوخها وتاريخيتها لا يخرس أصوات النشاز والحقد فقط، بل ويُؤكِّد بأنَّ الكبار مهما تباينت آراؤهم، فهم أسرة واحدة يهمُّهم تمتين تماسكهم، ووأد من يسعى إلى تفكيك تلك الرابطة، والوقوف بكل صلابة وحزم أمام أيِّ محاولة للنَّيل منها، وهذا ما يجب أن يُدركه الصغار الذين يسعون فى الأرض فسادًا.