نون والقلم

العقدة السورية في قمة الأردن

واضح تماما أن القمة العربية في الأردن ، ستأخذ تجاها حساسا جدا، ومختلفا، عن بقية القمم العربية، بخصوص الملف السوري، وهناك عدة أسباب وراء ذلك.

أولها ان المبعوث الأممى للازمة السورية، ستيفان دي مستورا، سيشارك في القمة العربية، وسيضع الزعماء العرب في صورة آخر التطورات على صعيد المفاوضات السورية، وما يجري في الأستانة، وجنيف 5، ومشاركة المبعوث الاممي مهمة جدا، لأنها ستقدم تلخيصا، بخصوص هذه الأزمة، وهذه أول مرة يتم تقديم مثل هذه الخلاصات بهذا الشكل، قبل أن يضع ذات المبعوث وبعد فترة مجلس الأمن بصورة التطورات، ولم يفعل دي مستورا ذلك، لولا أن تعقيدات الملف السوري، وصلت نقطة حرجة جدا.

كما تأتي القمة العربية في الأردن، بعد أيام قليلة، من اجتماع أكثر من ستين دولة في واشنطن، لبحث الحرب على داعش في سوريا والعراق، وعلينا أن نقرأ تصريحات وزير الخارجية الأميركي بدقة خلال هذه الاجتماعات، حين يدق طبول الحرب ضد داعش في العراق وسوريا، ويزيد عليها نية واشنطن إقامة مناطق آمنة في سوريا، لتجنيب المدنيين، شرور الحرب، والحرب على داعش، مع المعلومات التي تتحدث عن قوات أميركية قادمة إلى سورية، وسط تساؤلات عن الموقف الروسي، من التصور الأميركي للحرب على داعش، وعلاقة الوجود الروسي بذلك في سوريا، كما أن سيناريو المناطق الآمنة، بحد ذاته، له علاقة بالأردن وتركيا، لمجاورتهما سوريا، وهو السيناريو الذي يثير توترات كثيرة.

غياب النظام السوري ومعارضته عن القمة، أمر بات معروفا، وملف سوريا، سيعاد طرحه من بضع زاويا بما في ذلك، اقتراح عودة النظام من جانب بعض الدول العربية، وهذه هي الزاوية الثالثة التي ستجعل الملف السوري، حاضرا بكل قوة في قمة الأردن.

إن مشاركة الروس في قمة الأردن، بدعوة من عمان، تحمل دلالات كثيرة، أبرزها يتعلق بالأزمة السورية، والموقف الروسي من ذات الأزمة والتنظيمات التي تقاتل على الأرض، خصوصا، مع تطورات الأوضاع في دمشق، وغير ذلك، وما يتعلق بداعش أيضا، وغيرها من تنظيمات معتدلة أو متشددة.

النقطة الأهم، إن توقيت القمة العربية في الأردن، يتزامن مع وصول الأزمة السورية، إلى ذروة كبيرة، وهي ذروة تجبر دول العالم، على الفصل في الازمة السورية،وتحديد مآلاتها، وهذا يعني ان هناك إجماعا معلنا وسريا، على إن تكون القمة العربية في الأردن، بوابة لتغيرات واسعة على صعيد الأزمة السورية، أو أن الأرجح أن القمة سيتم توظيفها عربيا ودوليا، لأجل هذه الغاية.

 

أخبار ذات صلة

Back to top button