في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة الوطنية العليا لعام الخير، تم إطلاق مبادرات الإمارات السبع، حيث تم تكريسها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لشهداء الإمارات.
ويبلغ عدد هذه المبادرات 1400 بين مبادرة وبرنامج ومشروع وفعالية، تشارك في تنفيذها جهات محلية حكومية وشبه حكومية ومؤسسات القطاع الخاص. وتهدف هذه المبادرات، التي تمس مختلف قطاعات المجتمع وفئاته، إلى ترسيخ العطاء، مفهوماً وثقافةً وعملاً، وتعزيز قيم المنح والبذل والعطاء، فردياً ومجتمعياً، وإرساء منظومة الخير على صعيد القطاعين العام والخاص وتمكينها ووضعها في صيغة مؤسسية عامة وشاملة.
وتأتي هذه المبادرات والبرامج المحلية ترجمة لأهداف ورسالة عام الخير بناء على إعلان رئيس الدولة العام 2017 عاماً للخير ضمن محاور ثلاثة أساسية هي: المسؤولية الاجتماعية والتطوع وخدمة الوطن، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بوضع إطار تنظيمي مستدام للعمل الإنساني والخيري بكل مستويات وأشكاله على مستوى الدولة.
كذلك، تندرج هذه المبادرات تحت مظلة «الاستراتيجية الوطنية لعام الخير»، حيث تشكل في مجموعها حزمة متكاملة من البرامج والمشاريع والحملات التي تهدف إلى الارتقاء بمختلف جوانب العمل الإنساني والخيري في كل إمارة.
حضر المؤتمر محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس اللجنة الوطنية لعام الخير، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، و الدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، و عبدالله عبدالرحمن الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، و محمد هلال نائب رئيس لجنة عام الخير لإمارة الشارقة، و سعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة عجمان، و الدكتور محمد عبد اللطيف خليفة الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة رأس الخيمة، و حميد راشد الشامسي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أم القيوين، و محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري لإمارة الفجيرة.
وهذا وشهد المؤتمر التأكيد على إعلان رئيس الدولة تكريس كافة مبادرات عام الخير ومشاريعه وبرامجه لشهداء الإمارات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، مسطرين بذلك أروع مثال للتضحية وأسمى تعبير عن العطاء، في سبيل إعلاء راية الإمارات.
في هذا الخصوص، قال محمد عبدالله القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام الخير بأن «المبادرات والبرامج المحلية تُضاف إلى المبادرات الاتحادية لتشكل منظومة خير متكاملة تُكرَّس لشهداء الإمارات»، مؤكداً: «لدينا مع نهاية عام الخير منظومة تشريعية وخطط استراتيجية ومبادرات إنسانية لتكون الإمارات عاصمة العطاء عالمياً، و ذلك من خلال مأسسة العمل الإنساني والخيري لجعل الخير أكثر من مجرد قيمة معنوية بحيث يكون ملموساً وقابلاً للقياس والتقييم، ذا مؤشرات ومستهدفات واضحة». وأوضح بالقول: «إن المبادرات والبرامج والمشاريع المحلية للإمارات السبع تتوافق مع مبادرات الاستراتيجية الوطنية لعام الخير في سياق مكمِّل ومعزِز، وذلك بما يتّسق ومحاور ومبادئ وأهداف «عام الخير»، وبما يترجم رسالة عام الخير ككل ويجسِّد رؤيتها».
وقال القرقاوي «تلبّي المبادرات المحلية متطلّبات كل إمارة من جهة، وفي الوقت نفسه تكمل بعضها بعضا من خلال مشاريع ذات أهداف مشتركة تحت الإطار العام والشامل لعالم الخير، فخصوصية برامج ومشاريع وحملات وفعاليات كل إمارة كفيلة بإغناء المحصلة القيمية لعام الخير، على نحو يضمن شمولية أكبر ونطاق استفادة أوسع، بما يحقق بناء علاقة تبادلية مثمرة ومنتجة بين مختلف القطاعات، على نحو يسهم في وضع أسس منظومة عطاء متكاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات الطيف المجتمعي العريض في مختلف إمارات الدولة».
وحول دلالات تكريس مبادرات عام الخير لشهداء الإمارات، أشار القرقاوي إلى أن «قيادتنا الرشيدة وأبناء الإمارات يعتزون بتضحيات شهداء الوطن،فهؤلاء الشهداء الأبرار يشكلون أرقى وأنبل نموذج لخدمة الوطن، باذلين أرواحهم الغالية كي تظل هامة الوطن مرفوعة بشموخ».
من جانبه، صرح الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبو ظبي قائلا: «إن إطلاق البرامج والمبادرات الخاصة بعام الخير من الحكومات المحلية في الإمارات السبع يشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الإمارات الإنسانية لأنه يترجم صدق التلاحم بين فئات المجتمع بعضها ببعض وبين المجتمع والقيادة، كما يعطي هذا الحدث بعداً جديداً لالتزام القيادة الإماراتية بتخليد الشهداء وتكريم عطاءاتهم وتضحياتهم، عبر الارتقاء بمفهوم تكريم الشهداء إلى مصاف العطاء المستدام»، مضيفاً: «مع تكريس عام الخير بكافة مبادراته ومشاريعه وبرامجه لشهدائنا الأبرار، تخليداً لذكراهم، وتقديراً لتضحياتهم، تتلاقى الهمم في الإمارات السبع للتعبير عن إيمانها بقوة الخير الذي يكشف عن خصال كثيرة في الشخصية الإماراتية وأهمها النخوة والمحبة والتضحية في سبيل رفعة الوطن».
هذا واستعرض أمناء وممثلو المجالس التنفيذية في إمارات الدولة السبع المبادرات والبرامج المحلية الخاصة بكل إمارة، ضمن جدول زمني محدد، مع تحديد الأهداف والنتائج المتوقعة وفق الخطة المعدة في هذا الخصوص.