نون والقلم

نموذج الحقارة: ليكود أميركا

السناتور بيرني ساندرز، الذي حاول يوماً الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، قال إن دونالد ترامب يكذب، وسأل ماذا يفعل مواطن أميركي عندما يكذب الرئيس؟ هل يتجاهل الأمر حتى لا يزيد من سوء الوضع أو أن عليه التزاماً بالقول إن الرئيس كاذب لصيانة سمعة أميركا حول العالم…

رد ليكود أميركا في مواقعهم الحقيرة على السناتور ساندرز بتوجيه تهمة الكذب إليه. هو صادق وترامب كاذب وهم يدافعون عن الكذب لأنهم يحترفونه.

كل يوم تتجمع لي مادة من ليكود أميركا تعكس انتصارهم للجريمة التي اسمها إسرائيل، والكذب الذي خالط فيهم الدم واللحم والشحم.

قرأت لهم مقارنة عنواناً «ترامب مقابل أوباما». لن أنشر شيئاً منها ولكن أقول إنها هبوط إلى مستوى آخر من الحقارة. باراك أوباما أنقذ الولايات المتحدة بعد كارثة الأزمة المالية سنة 2008، وجنّب بلاده حروباً، وترامب لم يدفع ضرائب وهو بليونير، ويدّعي الفضل في نشاط بورصة نيويورك بعد أن كان قال حرفياً إنها «فقاعة»، وينسب لنفسه الفضل في زيادة الوظائف وهذا كذب صفيق، ثم يتهم أوباما بما فيه.

وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس بطل أميركي لعب دوراً بارزاً في حرب تحرير الكويت، وعصابة الحرب والشر الأميركية من أنصار الإرهاب الإسرائيلي تهاجمه لأنه رشح آن باترسون، السفيرة الأميركية السابقة في مصر، لمنصب وكيلة وزارة الدفاع لشؤون السياسة، ما يجعلها عندما تثبَّت رابع أعضاء الوزارة رتبة. العصابة تتهمها بتأييد محمد مرسي، ولم أسمع هذه التهمة عن السفيرة الفاضلة من قبل. مَنْ يريدون في المنصب؟ يهودي أميركي يدين بالولاء لإسرائيل. ثم أقرأ لكاتب حقير هو جوش روغن أن التحريض الفلسطيني على الإرهاب يعقد سياسة ترامب في الشرق الأوسط. الإرهاب إسرائيلي ويقابله مقاومة فلسطينية.

مقال آخر ينضح كذباً كان عنوانه «كيف جعلت إسرائيل نفسها قوة كبرى في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة». إسرائيل لم تفعل شيئاً غير سرقة الإنجازات الأميركية في مجال التكنولوجيا المتقدمة ثم نسبتها إلى بعض المستوطنين، فكل إسرائيلي مستوطن في أرض فلسطين إلى أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة.

هناك صندوق إسرائيلي جديد مقره الولايات المتحدة، ويدعى زازيم، هدفه إطاحة بنيامين نتانياهو من رئاسة الوزارة. أنصار زازيم يحاصرون بيت المدعي العام الإسرائيلي أفيشاي ماندلبلت ويرفعون شعارات من نوع «ماندلبلت حارس نتانياهو». المدعي العام عينه نتانياهو وعليه الآن أن يحقق في تهم ضد نتانياهو بالفساد ومحاولة الرشوة، وربما نقل صفقة سلاح من شركة إلى غيرها، مع وجود أصدقاء أو حلفاء لنتانياهو في العملية كلها.

الديمقراطيون في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ تعرضوا لحملة عنيفة بعد أن عارضوا جميعاً تعيين ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، فسجله في تأييد المستوطنات يكفي إدانة. ليكود أميركا يتهمون هؤلاء الأعضاء الديمقراطيين بأنهم يفضلون لوبي جي ستريت على إسرائيل. هذه ليست تهمة بل وسام على صدر كل سناتور ينتصر للحق. إسرائيل جريمة ضد الإنسانية.

هم يهاجمون أيضاً ناشطة فلسطينية بارزة اسمها رسمية عودة ويكيلون لها التهم. هناك أسر باسم عودة في لبنان وفلسطين والأردن وسورية، وربما بلدان عربية أخرى، والذين أعرفهم من هذه الأسرة أجدهم من خيرة الناس فهم ناجحون إنسانيون طيبون. الهجوم على رسمية سببه الوحيد في رأيي الشخصي أنها من أصل عربي، لا أنها انتصرت للحق الفلسطيني دائماً وشاركت في تظاهرات النساء فملايين منهن شاركن فيها إلا أن عصابة الشر تركز على واحدة من أصل عربي.

في المقابل هم يفاخرون بما يسمونه «حلفاً» بين ترامب وأوباما. هذا حلف الجهل مع الجريمة إن كان موجوداً.

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button