نون والقلم

لنكن رسل سلام و مودة

بعد موجة الأزمات الحادة التي اجتاحت المجتمع العربي فقد باتت الأمنيات تشكل الهاجس الوحيد الذي نجده عند جميع الإفراد فحينما نجد القرآن الكريم يصرح واصفاً الأمة الإسلامية بأنها أفضل الأمم و المؤهلة بمختلف الإمكانيات لتتولى قيادة دفة الأمور نحو جادة الصواب و تحقيق حلم البشرية بعالم يسوده الأمن و الأمان و السلم و السلام عندها نكون حقاً رسل سلام بين الأنام فيا إخوتي في الله تعالى كلنا نشترك في محور أساس يبدأ و ينتهي عند نقطة واحد فكل المشتركات القائمة بينا تجعلنا أمة واحدة لها قيمها و مبادئها وحتى نكون القدوة المثلى لباقي المجتمعات الأخرى علينا أن نتحلى بمنهاج الإسلام الأصيل و نكون قولاً و فعلاً المصداق الحقيقي لرسل السلام و مقدمات السلام و خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن الإرهاب الفكري و تقف بوجهه و تحارب الفكر بالفكر ، الفكر الذي أصله الخلق الكريم و المجادلة بالحسنى و البعيد عن المذهبية القاتلة و الطائفية الدموية و نعود إلى ما يوحد كلمتنا و ينشر ثقافة تعايش السلمي و الاقتداء بمنهاج السلف الصالح من خلفاء راشدين و صحابة كرام ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين  ) فهذا أبو بكر وعمر وعلي كيف كانت العلاقات قائمة بينهم فكلهم من آدم و آدم من تراب ، علي يصلي صلاة أبي بكر و عمر و عثمان الذين سبقوه ( رضي الله عنهم ) ورغم التباين في وجهات النظر إلا أن ذلك لم يعكر صفو قيم و مبادئ الرحمة و التعايش السلمي الشائعة بينهم و تلك دعوة صادقة لنا لكي تكون حياتنا الوجه الآخر لما كان سائداً بين الخلفاء الراشدين ، فسياسة احترام الرأي و الرأي الآخر من مقدمات التعايش السلمي.

وما أحوجنا إلى العيش كألاخوة في الجسد الواحد ، وهذا ما دأبت على إشاعته في الوسط العربي مرجعية الصرخي الحسني كان ابرزها دعوته لإقامة أسس التعايش السلمي جاء ذلك في المحاضرة (17) من بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم ) في 22/1/2017 ونقلاً عن لسان السيدة أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) وهي تنقل عن الخليفة الأول  (رضي الله عنه ) الرواية التي أوردها البخاري في صحيحه باب المغازي ، و مسلم في صحيحه باب الجهاد و السير ما نصه (( فلما تكلم ابو بكر قال : و الذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحبُّ إلي أن أصل من قرابتي )) فانظروا يا مسلمين ها هو الصديق يقدم صلة قرابة رسول الله على قرابته وقد علق المحقق الصرخي على تلك الحادثة قائلاً : (( هذا حسب رأيي و اعتقادي لك رأيك و لي رأيي و أحترم رأيك و تحترم رأيي و ندعو للتعايش السلمي بين الناس )) .

فيا اخوتي في الله تعالى لنكن حقاً رسل سلم و سلام و تعايش سلمي بين الانام و ندعو إلى الفكر النير المعتدل إلي يدحض الفكر التكفيري الهدام فترتفع بنا رايات الحق و تزهق بوحدتنا رايات الباطل

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى