هولندا حليفًا قويًا لإسرائيل، لذا عولت تل أبيب خلال الفترة الأخيرة على فوز الهولندي المتطرف، خيرت فيلدرز، رئيس ومؤسس حزب الحرية في الانتخابات الهولندية، لكن مع فوز حزب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بأغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية، وبدأ مفاوضات تشكيل حكومته الجديدة، أصيبت الأوساط الإسرائيلية.
الدفع بمرشح معاد للإسلام
التقارير الإعلامية الإسرائيلية وصفت خسارة فيلدرز بخيبة أمل كونه معاديًا للإسلام وصديق مقرب جدًا لإسرائيل.
صحيفة «معاريف» العبرية أكدت أن الانتخابات الهولندية هذه المرة تعد مثيرة للاهتمام وكانت بمثابة اختبار، ولكنها ستكون دفعة لقوى اليمين المتطرف في أوروبا الذين متوقع أن يحققوا إنجازات ملموسة خلال الفترة المقبلة في فرنسا وألمانيا ردًا على ذلك.
وأضافت أن الهولنديين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع في ظل المواجهة الشرسة بين بلادهم وتركيا.
عضو الكنيست، أريه آلداد، كشف عن الوجه الحقيق لـ فيلدرز قائلًا إنه إذا نجح في الانتخابات، وتمكن من تشكيل حكومة، سيكون صديق إسرائيل العزيز رئيسا لحكومة هولندا. أعرف خيرت فيلدرز منذ ما يزيد عن العشر سنوات. التقينا للمرة الأولى في مؤتمر أوروبي في محاولة لبلورة كتلة مناهضة للجهاد في البرلمان الأوروبي وتنسيق نشاطات الأحزاب الأوروبية التي تحاول التصدي لانتشار الإسلام الأصولي في أوروبا.
فيلدرز صديق لإسرائيل
وأضاف أن فيلدرز صديق واضح لإسرائيل. بدون مقابل. علاقته بإسرائيل ليست عقلانية وسياسية وأيدولوجية فحسب، بل عاطفية ونفسية. يحب إسرائيل بصدق وإخلاص. زارها أكثر من 40 مرة. عاش في إسرائيل لنحو عامين، في نهاية فترة شبابه، وتطوع في موشاف تومر «قرية زراعية» في غور الأردن.
يهود هولندا
يتراوح عدد يهود هولندا ما بين 30 و40 ألف يهودي، إلا أنهم يمارسون تأثيرا كبيرا في بنية المجتمع الهولندي الذي يربو تعداد ساكنته على 16 مليون نسمة، وهم يتوزعون على ثلاثة تيارات رئيسة هي: المحافظون والمتشددون «الأرثوذكس» والليبراليون، ويقطن أغلبهم في مدينة أمستردام، حيث توجد معابدهم ومدارسهم ومحالهم التجارية ومؤسساتهم الثقافية والإعلامية في أحياء ومقاطعات: ريفيرن بورت، أود زاود، باوتن فيلدرت وأمستل فاين.
لاستمرار الخلاف مع تركيا
رغم أن تركيا الإسلامية لم تحذو حذو إيران وتقطع العلاقات مع إسرائيل، بل على العكس من ذلك أبقتها على أفضل حال في ظل حادث سفينة مرمرة إلا أن العداء الخفي يكمن بين السطور، وهو ما يجعل إسرائيل تقف وراء الخلافات التركية الهولندية الأخيرة.
رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
لن تقبل إسرائيل لتركيا أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك سيكشف أمورا كثيرة ربما تحجم إسرائيل، التي هي عضو في حلف الناتو، وما سكوت إسرائيل على عضوية تركيا في مجلس الناتو إلا دليلا كبيرا على ما تقدمه تركيا من تنازلات للغرب ترفض تل أبيب تقديمها.