أكد عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العالمية من المشاركين في فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي المقرر انعقاده في الفترة من 22 إلى 23 من مارس الجاري في مركز إكسبو الشارقة أهمية المنتدى في احداث التغيير الايجابي وتطوير القطاع.
وأعربوا عن بالغ تقديرهم لمحاور وطروحات المنتدى الذي يعقد تحت شعار «مشاركة مجتمعية…تنمية شاملة» ويناقش قضايا التنمية المستدامة وتحدياتها.
وقال هورست كولر الرئيس الأسبق لجمهورية ألمانيا الاتحادية: «إنني سعيد بالتحدث إلى جمهور متنوع في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حول ما أراه التحدي الأكبر للبشرية في القرن الـ21 وكيف يمكن لجميع الناس أن يعيشوا حياة كريمة على الأرض دون تدمير الكوكب.
وأضاف: أن أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 تمثل اليوم إطارا قيماً لتحقيق هذا الهدف الذي اتفقت عليه جميع حكومات العالم، ومن المهم أن نؤكد بأننا جميعاً في قارب واحد، فالحكومات لا تستطيع وحدها أن تحقق أهداف التنمية المستدامة .
وأردف: ما نحتاجه اليوم هو روح التعاون والمساءلة المتبادلة سواء داخل المجتمعات الوطنية وفي السياسة الدولية.
وقال كولر: يتعين على الحكومات أن تدرك بأنها لا تمتلك كافة الأجوبة والحلول، إنني أرى بأن التغيير الحقيقي يحتاج قيادة عليا ولكن وفي ذات الوقت الأمر يتطلب الأفكار والإبداع من الشعوب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة تتطلب عملية التعلم.
وأضاف لا أعتقد بأن التعلم قابل للتحقق دون الاستماع إلى رأي الجمهور، وآمل بأن تعزز أهداف التنمية المستدامة من ثقافة الحوار في كافة المجتمعات على مستوى العالم .
من جانبه قال ألكسندر ستاب رئيس وزراء فنلندا السابق والعضو الحالي في البرلمان الفنلندي: «الاتصال الحكومي بات يمثل أهمية كبيرة وخصوصاً من خلال الإعلام الرقمي الذي أصبح مهماً للغاية، والثورة الرقمية تمنحنا اليوم الأدوات المناسبة لمواجهة التحديات المشتركة مثل الفقر وتغير المناخ وتوفير المياه النظيفة».
وأضاف إن الثورة الصناعية الرابعة بمعنى الأتمتة، والروبوتات والذكاء الاصطناعي من شأنها أن تغير الطريقة التي نعالج بها كافة التحديات ونحقق كافة النتائج، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة .
وقال ستاب: «اليوم لدينا 17 هدفاً للتنمية المستدامة، وبالتالي لدينا 17 إجابة مختلفة للعالم، وما يجب علينا القيام به يتلخص في 3 أمور هي التثقيف والتواصل الفعال والتنفيذ. أن نمنح الناس المعرفة بتلك الأهداف، وأن نقوم بالتواصل الفعال معهم، وأخيراً أن يروا مشاريع منفذة على أرض الواقع».
بدوره قال جون بروتون رئيس وزراء إيرلندا الأسبق وأحد أبرز المتحدثين في المنتدى: «آمل أن تجلب تجربتي كسياسي ودبلوماسي التأثير المطلوب على مضمون المنتدى وأطمح للاطلاع على تجارب المشاركين الآخرين. إنني ومن خلال خبرتي في العمل الحكومي والممتدة لأكثر من 35 سنة فإنني أعي تماماً أهمية الدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي في نقل الرسائل الهامة للجمهور، عادة رسائل الحكومة يجب أن تمر من خلال المطبوعات والإعلام الإلكتروني قبل أن تصل إلى المتلقين المستهدفين. وهنا تميل وسائل الإعلام التقليدية إلى التركيز على المدى القصير، في حين أن الاتصال الحكومي يركز على التواصل بمنظور طويل الأمل في قضايا محورية مثل التغير المناخي».
وأضاف بروتون: «تركيز الاتصال الحكومي يجب أن ينصب اليوم على الأنماط المتغيرة لطريقة تلقي الجمهور للرسائل الحكومية، اليوم انتقلنا من حقبة الاتصال الجماهيري التقليدي إلى عصر الاتصال الفردي الذي يتميز بقدرة أكبر لأفراد المجتمع بالسيطرة على الرسائل التي تصلهم، وبات المحرك الحقيقي يكمن في الانطباعات السابقة لدى الجمهور حول قضية ما، وتلك الانطباعات هي التي تدفع الأفراد إلى مشاركة معارفه أو إخفائها، وبكل الأحوال فعندما يتعلق الأمر بموضوع حيوي يهم الحكومات وأجهزة الاتصال الحكومي فإنه يجب العمل على اختيار الرسائل والقنوات الصحيحة لضمان تحقيق الأهداف ونشر الوعي على النحو المطلوب».
من جانبه قال البروفيسور محمد يونس المصرفي والخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل للسلام: «أتطلع قدماً للمشاركة في الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، إن هذا المنتدى يمثل منصة حيوية لنقاش مجموعة من أهم المواضيع في عصرنا الراهن، وأعتقد بأنها فرصة رائعة لي لمشاركة أفكاري مع قادة الحكومة والمشاركين والحضور عن تجربتي مع القروض الصغيرة والأعمال الاجتماعية لمعالجة المشاكل الملحة للمجتمع، والعمل معاً لابتكار وسائل أفضل لخدمة الشعوب».
وأضاف يونس: «التنفيذ الناجح لمختلف مبادرات الحكومة يتطلب توضيحاً لسياساتها بشكل سليم، وهنا يلعب الاتصال الحكومي دوراً محورياً، وعلى الأكاديميين والممارسين وكذلك صناع القرار أن يتعاونوا على وضع استراتيجية فعالة للاتصال».
وأضاف أرى ضرورة توظيف الاتصال الحكومي لأحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أفضل صورة ممكنة لضمان تفاعل الشباب مع خطط التنمية المستدامة. علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نتعاون لضمان عالم أفضل للأجيال القادمة. قضايا عدم المساواة في الدخل وتركيز الثروة تعتبر من التحديات الرئيسية اليوم ونحن بحاجة لدعم الشباب المتسلحين بالمعرفة والأدوات التكنولوجية للمضي قدماً في بناء عالم أكثر إنصافاً .
وعلى صعيد متصل قال كايلاش ساتيارثي الناشط في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام: «أثق بأن مخرجات وجهود المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ستمثل دعماً كبيراً في مسعى الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وسابقاً حظيت بحوار مثمر مع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقد تأثرت للغاية بفهم ومعرفة سموه العميقة والأهم بحجم تعاطفه والتزامه بقضايا الأطفال والنساء في الشارقة وبقية العالم.
وأضاف إننا واليوم نحن بحاجة إلى أصوات كصوته للتأثير على وسائل الإعلام ورفع معدلات الوعي والمسؤولية المجتمعية، وأتصور بأن المنتدى يستطيع أن يكون منصة تأثير على المستوى العالمي .
وأضاف ساتيارثي: «أعتقد بأن دور الحكومات الأسمى يكمن في التركيز من خلال خططها وبرامجها على الأفراد الفقراء أو الأقل حظاً، وهي مسؤولية باقي الأفراد أيضاً، وهنا يبرز تأثير الاتصال الحكومي الإيجابي من خلال تحقيق المزيد من القيمة للمشاريع الحكومية وبناء الثقة مع الجمهور وتعزيز مشاركتهم في دعم جهود الدولة، وأعتقد بأن الوضع الراهن على مستوى العالم يستدعي بذل المزيد من الجهود في إطار الحوكمة الرشيدة وتفعيل دور الاتصال الحكومي ليكون قناة خدمة حقيقية للناس وأداة تقريب بين شعوب وحكومات العالم، إنني أرى ضرورة أن تضع حكومات العالم خلافاتها جانباً وتركز بحزم على دعم الاقتصادات الناشئة لتستفيد أجيال المستقبل، ليستفيد أطفالنا».
وتشهد الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حضور أكثر من 2500 شخصية، من رؤساء الدول والحكومات، وقادة الفكر، والمسؤولين الحكوميين، وشخصيات اعتبارية ذات خبرة واختصاص في مجال الاتصال والتواصل مع الجماهير، إضافة إلى قادة ومسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الدراسات والبحوث، والإعلاميين، وطلبة كليات الاتصال والإعلام، من مختلف الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتحول المنتدى الدولي للاتصال الحكومي على مدى دوراته الخمس الماضية إلى حدث عالمي جاذب لصنّاع القرار والخبراء وأصحاب العلاقة والمهتمين بمجال الاتصال الحكومي من مختلف دول العالم، إلى جانب كونه منصة شفافة لطرح القضايا المهمة، ومناقشة التغيّرات المحيطة بكل وضوح، للخروج بتوصيات وقرارات تساعد الحكومات والعاملين في مجال الاتصال الحكومي على تطوير أدائهم وعملهم، بما يسهم بالارتقاء بالأداء الحكومي بشكل عام، والوصول إلى مستويات غير مسبوقة في رضا المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.