لليمن، تقدم اليمنى بحيث لا تدري اليسرى، ولأن اليمن يسكن في دائرة القلب ولأن اليمن أخبر الهدهد أن في جنوب الجزيرة تقطن مملكة التاريخ، ومالكة الجغرافيا، وحافظة الإرث والقيم..
وفي هذا التاريخ، في هذا المكان من قارتنا المضطربة، اتسعت حدقة اليمن، ونظرت بإمعان إلى الأخوة الأشقاء، هم هؤلاء اليوم الذين قدموا الشهداء ورفعوا قيم التضحيات من أجل يمن سعيد ومجيد وعتيد، ومن أجل شعب قال: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ولابد أن يهب المحبون لنجدة يمن غدر به بعض الأهل، وساوموا على تاريخه وثقافته ودينه، وأضاعوا البوصلة عندما مدوا الأيدي لغريب لا يعرف ذمة ولا ضمير.. ولكن يبقى اليمن في صلب الأشواق، يبقى في بؤرة الأحداث، يبقى شامة في الأعناق، ولن يكون وحيداً في وجه العاصفة لن يكون اليمن إلا لليمنيين، وعشاق الحرية، لذلك الإمارات تقف اليوم حكومة وشعباً ملبية نداء الحرية لأجل يمن حر وأبي، يمن يحظى تلاميذه بفصول مدرسية، هواؤها نقي من شوائب التعب والسغب، وينال مرضاه حق الرعاية الصحية اللائقة، ويعيش الإنسان هناك، في عناية سلطة مدعومة بأهل الخير والمعاني الرفيعة. فهبَّة الإمارات اليوم، هي وشوشة الموجة للزعانف، هي نخوة العشاق وصولتهم في ميادين العطاء، هي صبوة الذين إن اشتكى طرف بسغب، ساوروه بالنجدة، ورفعوه إلى حيث تحلق السحب.. هبة الإمارات للأشقاء، ثقافة تلقنها الناس هنا، وأيقنوا أن الكون العربي واحد، وسماؤه واحدة، ولا تضيء نجومه إلا بقشع غيوم الفقر عن كل بلد عربي شقيق.. هبّة الإمارات هي رعشة الضمير عندما يبصر البصر ويرى أخوة في الدين والدم والتاريخ سامهم الدهر، فأقعد بعيرهم، ولابد من الوقوف معهم كتفاً بكتف، لابد من دفع الضيم عنهم ورفع الظلم عن كاهلهم، لابد.. ولابد هذه مقياس القناعات الراسخة لدى هذا الشعب الإماراتي العربي النبيل، الذي يقف دوماً نصيراً للضعيف، عضيداً للشقيق والصديق، مسانداً بكل ما يملك، لكل محتاج ومعوز، لأن مؤازرة الآخر هي في صميم المشاعر الإماراتية، وفي صلب الفكر الذي نقش حروفه زايد الخير طيب الله ثراه، وسار على دربه خليفة الأمل، حفظه الله.
نهبُّ لنجبُّ عن الآخر الأرزاء والأنواء، ونهبُّ لتشِبُّ سنابل الأمل، في عيون الأطفال والنساء والشيوخ، ولتزهر الأرض الإنسانية، بألوان الابتسامة المشرقة، على وجوه من غادرتهم الابتسامة بفعل فاعل بغيض وكظيظ.
نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية