وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس قال وهو يزور العراق: «نحن لسنا في العراق للاستيلاء على نفط أي طرف».
هو كان يحاول أن يبدد قلق العراقيين من مواقف الرئيس دونالد ترامب الذي قال في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» في 7/9/2016، أن عنده خطة للاستيلاء على نفط العراق لدفع نفقات الحرب على العراق. هو قال: «دخلنا. أنفقنا ثلاثة تريليونات من الدولارات وألوفاً بعد ألوف من الأرواح البشرية… وماذا حدث؟ لم نحصل على شيء مع أن العرف هو أن للمنتصر الغنائم».
الفكرة قديمة عند ترامب ففي سنة 2011، قال لجريدة «وول ستريت جورنال» أن سياسته إزاء العراق «أخذ نفطه، فلن أترك العراق وأتيح لإيران أخذ النفط».
هو أصرّ في الجريدة وبعد ذلك أمام التلفزيون، أن هذا العمل ليس سرقة «نحن لا نسرق شيئاً، وإنما ندفع لأنفسنا الحد الأدنى، ونستعيد 1.5 تريليون دولار» أي نفقات الحرب.
دونالد ترامب لم يتخلَّ عن فكرة الاستيلاء على نفط العراق بعد، وهو عندما زار مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) مع بدء ولايته خاطب العاملين فيها قائلاً: «ربما أتتكم فرصة أخرى» للاستيلاء على نفط العراق، أي سرقته.
ترامب يبدي رأياً وأنا أرد عليه بمعلومات صحيحة تقبلها محكمة العدل الدولية. الولايات المتحدة، وكانت بأيدي المحافظين الجدد الذين أداروا سياسة جورج بوش الابن، دخلت العراق على أساس أسباب زُوِّرَت عمداً، منها أن العراق يملك برنامجاً لإنتاج أسلحة نووية، أو أنه يملكها فعلاً، وأن له علاقة مع «القاعدة». لا دفاع إطلاقاً عن صدام حسين، وإنما أسجل أن أسباب الحرب كانت كاذبة عمداً لفّقها معارضون عراقيون، من نوع الانتهازي (الراحل الآن) أحمد الجلبي والإرهابيون من المحافظين الجدد. وزير الخارجية حينذاك كولن باول الذي ألقى خطاباً في الأمم المتحدة عن سلاح العراق النووي وغيره عشية الحرب، قال بعد ذلك أن موقفه في الأمم المتحدة هو أسوأ ما فعل في حياته، أي أنه اعترف علناً بتزوير الأدلة ضد العراق.
ترامب يكذب، وأنا أطلب من القارئ أن يلاحظ أنه مرة تحدث عن ثلاثة تريليونات دولار ومرة أخرى عن 1.5 تريليون دولار، وأنا سجلت الحقيقة الثابتة بالمطلق. بين هذا وذاك أطالب بأن تدفع الولايات المتحدة للعراق تعويضاً عما جرّت على أرض الرافدين من خراب وموت. مؤسسات البلد دمِّرَت وقُتِل أكثر من مليون عراقي ومسلم في حروب بوش الابن، وهذا الآن يرسم في بيته، وأهالي ضحايا الحرب يبكون مَنْ فقدوا.
إذا كان التعويض عن كل قتيل ألفي دولار فقط، فالولايات المتحدة يجب أن تدفع لأهالي الضحايا تريليوني دولار، ومعهما أكثر من تريليون آخر لبناء ما دمّر الغزو المجرم.
ما ارتُكِب بحق العراق جريمة تفوق جرائم الإدارات الأميركية المتعاقبة في فيتنام وكوريا وأميركا الوسطى وأميركا اللاتينية (ولا أنسى القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي). الولايات المتحدة لم تُحاسَب حتى الآن، لذلك فهي تغدق أحدث سلاح مع مساعدات اقتصادية على إسرائيل لتحتل وتقتل وتشرد. إسرائيل خدعة أو بدعة وفلسطين حقيقة تاريخية.
أبصق على نظام صدام حسين وما جرّ على العراق والكويت والأمة كلها من كوارث، إلا أنني أنتصر للعراق قديماً واليوم ضد الولايات المتحدة، ففي الحرب على العراق كان هناك مجرم، هو إدارة جورج بوش الابن، وضحية هو شعب العراق.