نون والقلم

هناك يسكن الشيطان الأكبر!

* في بطولة أمم إفريقيا 2017م التي اختتمت قبل أيَّام في «دولة الجَابُون»، كان المنتخب المصري الشقيق في مرحلة المجموعات يُقِيْمُ في «مدينة بُوْرت جِنْتِيْل» الصغيرة هناك.

أخبار ذات صلة

* جاء يوم الجمعة، فذهبت البعثة للصلاة في مكان قَريب من فندق سكنها، لكنها تفاجأت حِيْنَهَا بأن ذلك المكان ما هو إلا إحدى الحَوْزَات أو الحِسِينيات التي أقامتها الحكومة الإيرانية في تلك المدينة؛ فما كان من البعثة المصرية إلا أنْ رجعت للفندق، وأدت صلاة الجمعة فيه؛ حيثُ أمّهَا أحدُ أفرادها.

* هذه الحكاية فيها التأكيد على السياسة الإيرانية الممنهجة في تصدير ثَورتها الخمينية، ونشر مذهبها الصَّفَوي المتطرف بين أوساط المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ وهو الذي رأيتُه في «30 دولة زرتها»!

* وهي في ذلك تستغِل فقر المسلمين وجهلهم، والفوضى السياسية في بعض دولهم، مُتَسَلّحَة بمختلف القُوى الناعمة، «المساعدات المالية، والتعليم بإنشاء المعاهد والجامعات، وكذا التوسّع في المِنَح الدراسيّة في حَوزاتها وجامعاتها، وهناك الدبلومَاسية، فإيران من أكثر الدول في عدد السّفَارات والقنصليات والملحقيات التي يقوم عليها سُفَرَاء حقيقتهم أنهم دُعَاة مُعَمَّمُون»!

* وهنا نعم السعي لنشْر الفِكر والأيدلوجيات حَق متاح للجميع، مَا كان بوسائط مشروعة، ولأهداف نبيلة؛ لكن ما تفعله «إيران» يقوم على بَثّ «مذهَب صَفَوي» من أهَمّ مبادئه وقواعِده إقصاء الآخَر، ونزع الانتماء والوطنية من النفوس، وغرس الولاء لـ«مَلالي طهران، وقُم» فقط؛ وبالتالي زراعة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد؛ التي نتيجتها انقِسَامات وحُروب ودمَار!

* «وإيْران» بتلك الممارسات أراها الأحَق بلقَب «الشّيطان الأكبر»، الذي على الدول الإسلامية جميعها أن تَحْذر منه، وأن تواجه محاولاته في التّسَلل إلى شعوبها؛ باستثمار الأدوات كلها «المال والدبلوماسية والتعليم والفكر والإعلام «التقليدي والحديث»»!

أمّا الأهَم فأراه ابتعاد العلماء عن الصَّراعات والخلافات فيما بينهم؛ وأن يُوَحِّدوا جهودهم، ويستثمروا أوقاتهم في بيان خطورة المَدّ الإيراني، وفي بيان حقيقة الإسلام ووسطيته وعدالته وتسامحه وانفتاحه على الآخَر؛ فهل نرى جهوداً عاجلة وفاعلة في تلك الميادين؟! وهل تتحرك رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي في تلك السّاحَة والمَسَاحَة؟!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى