أثارت صفقة بيع رادارات أمريكية متطورة لقطر جدلا بين خبراء الشئون العسكرية والاستراتيجية فى الولايات المتحدة الذين يرون ان للصفقة اهدافا خفية تدعو للريبة وتستوجب التساؤل.
ففى العاشر من ديسمبر من العام الماضى وقع اشتون كارتر وزير الدفاع فى ادارة اوباما اتفاق بيع رادارات للانذار المبكر لقطر يصل مداها الى خمسة الاف كيلومتر وذلك تحسبا لأية هجمات صاروخية ايرانية تستهدف الاراضى القطرية، لكن الخبراء يرون ان مدى تلك الرادارات البالغ خمسة الاف كيلومتر يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع القطرية حيث لا تبعد ايران عن قطر سوى بمسافة 821 كيلومترا، كما لا تتعدى المسافة بين قطر وتركمانستان 1700 كيلومتر مرورا بالاراضى الايرانية.
ولا يستبعد الخبراء ان يكون السر وراء تزويد قطر برادارات انذار مبكر بمدى 5000 كم هو فى الاساس موجه الى روسيا التى تبعد عن قطر بمسافة 3550 كم، ويرون ان هذا قد يكون هو التفسير الوحيد لتزويد قطر برادارات انذار مبكر من هذا المدى الطويل الذى لا تتطلبه احتياجات قطر الدفاعية والأمنية.
وكان مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية قد نصح الادارة الامريكية فى كتابه السنوى للعام 2017 ببناء شراكات استراتجيية مع حلفاء واشنطن فى المنطقة العربية بما يؤكد التزام واشنطن بأمن الخليج وحمايته من اية تهديدات ايرانية وكذلك معادلة الدور الروسى فى سوريا وتمدد نفوذ روسيا سياسيا وعسكريا فى منطقة الشرق الاوسط وكذلك معادلة التمدد الصينى استراتيجيا فى ذات المنطقة والذى وصل الى جيبوتى وهو الأمر الذى ترصده دوائر الاستخبارات الأمريكية بعين القلق.
على الجانب الاخر.. ترى الادارة الامريكية ان منظومة الرادارات المباعة لقطر ستكون جزءا من شبكة متكاملة اوسع للتغطية الرادارية لمنطقة الخليج ضد اية عدائيات صاروخية ايرانية، وكشفت مصادر امريكية أن صفقة الرادارت المبرمة مع قطر يعود تاريخ اول حديث بشأنها بين البلدين الى شهر يوليو من العام 2013 عندما طلب القطريون شراء منظومة رادارية من طراز / Raytheon AN/FPS-132 Block 5 / ذات المدى الطويل ولاغراض الانذار المبكر وذلك بفاتورة قيمتها 1ر1 مليار دولار امريكى، وفى ديسمبر 2014 ابرمت قطر اتفاقا مع المؤسسة الامريكية ذاتها اشترت به منظومة للدفاع الجوى بقيمة 4ر2 مليار دولار امريكى وأعلنت الادارة الامريكية انذاك ان تلك المنظومة سيتم ربطها بمنظومة الدفاع الجوى الامريكية التى تضم بطاريات باتريوت وشبكة رادارات الانذار المبكر الامريكية وشبكة الرصد والانذار المبكر الاوروبية للدفاع الجوى والمعروفة اختصارا بشبكة THAAD وجميعها مرتبطة بمركز للعمليات يقع فى قطر.
وتعد وحدات الباترويت طراز PAC-3 ومنظومات THAAD من اكثر وسائل الدفاع الجوى والانذار المبكر استخداما فى دول مجلس التعاون الخليجى.
على صعيد اخر، وعلى الرغم من شكوك الخبراء فى قدرة قطر على استيعاب مزيد من طائرات القتال على اراضيها، اعلنت السلطات الأمريكية عزمها على المضى قدما فى ابرام صفقة بيع لمقاتلات من طراز اف – 15 للحكومة القطرية فى صفقة تصل قيمتها الى 1ر21 مليار دولار امريكى.
