يطل علينا عمل فنى يظل عالقًا فى الأذهان فترة طويلة، ومنها فيلم «تيتانيك» الذى ظهر عام 1997 لبطليه «ليوناردو دى كابريو» و«كيت ونيسليت»، ومثل عاصفة فنية هزّت العالم بأسره لمخرجه الكبير «جيمس كاميرون».
ووصل تأثير «تيتانيك» العالم بأسره من أقصى الشرق إلى أدناه، وتابعه المليارات حول العالم وتأثروا به، وكان حديث الجميع، ولم يدخل مهرجانًا إلا وحصد جوائزه، حتى وصل عدد الجوائز التى حصل عليها فى تلك الفترة إلى ١٢٠ جائزة، وترشح للجوائز ٧٣ مرة، منهم ١٤ جائزة أوسكار، فاز فيهم بـ١١ جائزة أوسكار، ووصلت إيراداته لأكثر من ٦٥٠ مليون دولار داخل الولايات المتحدة فقط، وأكثر من مليار دولار عالميًا.
مؤخرًا ظهر فيلم «لالا لاند»، الذى يسير منذ طرحه فى ٢٥ ديسمبر الماضى على طريق «تيتانيك»، فأصبح حديث العالم، وحديث كبرى المهرجانات والاحتفالات الفنية، لما تمتع به من مقومات نجاح وتكامل عناصر وتوافقها، بداية من النص المكتوب، مرورًا بالموسيقى والأداء التمثيلى المميز، بالإضافة إلى الاستعراضات المبهرة، وصولًا إلى مخرج العمل، والذى تمكن بكل ثقة واحترافية من ربط كل هذه العناصر لتخرج لنا عملًا أصبح أسطورة من أساطير السينما الحديثة.
حصد «لالا لاند» حتى الآن ١٥٣ جائزة، وأكثر من ٢٠٠ ترشح، ومن بينها اكتساحه معظم جوائز مهرجان «جولدن جلوب»، والتى تنوعت ما بين أفضل ممثل وممثلة، وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل فيلم.
ودخل بعدها سباق حفل توزيع جوائز نقابة ممثلى الشاشة «ساج»، فحصد جائزة أفضل ممثلة للنجمة إيما ستون، وحصل أيضًا على جائزة نقابة المخرجين كأفضل إخراج سينمائى، وتوالت الجوائز والترشيحات لكبرى المحافل الدولية.
وليلة الأحد الماضى كان الفيلم على موعد من التألق، وذلك فى حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لعلوم السينما والتلفزيون «البافتا»، وسط حضور فنى مميز من كبار نجوم وصناع السينما، وحصد الفيلم ٥ جوائز فى هذا المهرجان، ليتصدر بها قائمة الأعمال الفائزة، وهى: «أفضل فيلم للعام، أفضل موسيقى أصلية، أفضل تصوير سينمائى، أفضل ممثلة للنجمة إيما ستون، أفضل إخراج سينمائى للمخرج داميان شازيل». ونافس الفيلم فى المهرجان عددًا من الأعمال السينمائية المهمة، منها رائعة كينث لونرجان « مانشستر بجانب البحر»، وفيلم «الوصول» لدينيس فيلنيف.
وضرب الفيلم بذلك موعدًا مع «الأوسكار»، فى ٢٦ فبراير الجارى، وبات الطريق ممهدًا لحصد العديد من الجوائز، بعد أن عادل عدد ترشيحات الأوسكار لفيلم «تيتانيك»، لكن يبقى السؤال: «هل سيحصد الفيلم نفس عدد جوائز فيلم تيتانيك؟، أم أنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويتفوق عليه؟».
وكان داميان شازيل، مخرج العمل، صرح وقت استلامه جائزة نقابة المخرجين، بأن المشروع ظل يراوده طيلة ٧ سنوات، فى وقت لم يكن يملك المال ولا الإمكانات ليرى مشروعه النور، فطلب من الشباب أن يتمسكوا بحلمهم ويسعون لتحقيقه مهما كانت الظروف والعقبات، مضيفًا: «الفيلم دعوة للتفاؤل ودعوة لكى يؤمن كل شخص بحلمه مهما كلفه الأمر».