اخترنا لكنون والقلم

بين السياستيْن الإسرائيلية والعربية

توقعت –JC-( جويش كروتيكل) أن يحقق (نتنياهو) تحالفات أقوى نتيجة محطاته الأربع (لندن- واشنطن- استراليا- سنغافورة)، فهي محطات مع قيادات يمينية معروفة بتأييدها إسرائيل من جهة، وجديدة نسبياً في القيادة من جهة أخرى، فالسياسة البريطانية في مرحلة (ما بعد بريكست) تتجه نحو تمتين العلاقات والتحالفات مع دول عديدة… وكان (نتنياهو) حريصاً على أن تكون إسرائيل ضمن هذه المنظومة، فجاءت زيارته إليها ومحادثاته مع رئيسة الوزراء، تريزا ميْ، وعلى الرغم من وصفه لتلك المباحثات بالهامة، إلا أنه سمع تأكيداً لأهمية (حل الدولتيْن) من وجهة نظر بريطانية، وإن كانت أقرب إلى الحوار على الطاولة.

*وخلال أيام سيكون نتنياهو (ضيف واشنطن) لأجراء أول اجتماع له مع الرئيس (ترمب) والذي يكتسب أهمية سياسية. بعد تلك العلاقات الفاترة بين إدارة (إوباما) واليمين الإسرائيلي المتطرف، وبخاصة بعد صدور القرار (2234) الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان، وتبع ذلك إشارات تأييد ومباركة للسلوك الإسرائيلي في الأرض المحتلة، فلم يعتبر (ترمب) الاستمرار في الاستيطان الإسرائيلي عائقاً لعملية السلام، ولكنه غير ايجابي. كما أعرب عن توجيهاته لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإن شهدت تلك التوجهات مؤخراً صعوبة هذا القرار معقد الجوانب، كما لم يعد هناك مساحة لدى سياسة (ترمب) للاهتمام باحترام حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وفي الأرض الفلسطينية المحتلة بشكل خاص، فتأتي زيارة نتنياهو إلى واشنطن في مناخ سياسي يمكنه من إعادة المسار الأمريكي الإسرائيلي التاريخي إلى وضعه الطبيعي، وهو التحالف القوي بينهما.

*أما أهمية زيارة نتنياهو إلى استراليا فتأتي من كونها حليفاً قوياً لكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في مجاليْ الدفاع والاستخبارات، والمعروف، أن إسرائيل تمتلك من الإمكانات الاستخبارية ما يجعلها، تكتسب دوراً فاعلاً في هذا المجال. أما من الجانب الدفاعي فإن زيارة (سنغافورة) تأتي تمتينا للعلاقة بينهما والتي تعود إلى منتصف عقد الستينات من القرن الماضي حيث حصلت الجزيرة على الاستقلال، وقامت إسرائيل بعد ذلك مباشرة ببناء جيشها واستمرت العلاقة بينهما قوية متجددة.

*وباختتام هذا البرنامج من الزيارات، سيكون نتنياهو قد عزز قنوات اتصالاته مع قوى أربع يمينية بدءاً بالمملكة المتحدة والولايات الأمريكية المتحدة، واستراليا وسنغافورة، وبرؤى سياسية مع قيادات جديدة متجاهلاً دول الاتحاد الأوروبي.

*ان هذا التحرك يتطلب سياسة دبلوماسية عربية تعمل في مختلف الاتجاهات لتوضيح القضية المركزية للأمة العربية، وهي القضية الفلسطينية والتي تمّ اختصارها (بحل الدولتيْن). وقد أثبتت تحركات جلالة الملك عبدالله الثاني على الساحة الدولية، زيارته لروسيا والمملكة المتحدة، ثم للولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة مؤسسات صنع القرار الأمريكي، وأخيراً مع الرئيس (ترمب)، أثبتت أن الدبلوماسية التي تقوم على إدراك الواقع وحقائقه، واستباق الأحداث والقرارات، وفتح الملفات المعقدة والشائكة بمنهجية مدروسة أمام القوى العالمية المؤثرة… واخطارها المستقبلية على السلم العالمي… أنها النهج الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج ايجابية.

*وأن ثمة فرصة واعدة أمام الأمة العربية لتعزيز الجهود الملكية ومواصلتها بهذا النهج تتمثل في موقف داعم يتخذه مؤتمر القمة العربية القادم في عمان.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى