نون والقلم

درس أردوغان

حالة العداء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  وصديقه وحليفه القديم فتح الله جولن، هي حرب بين فكرين، فكر الإخوان المسلمين الذي تربي عليه أردوغان، وفكر الجماعات السلفية الدعوية لجولن، وليس كما يروج البعض أنها جماعة صوفية.

وما يجب أن ننظر إليه في هذه المعركة هو القوة  الشرسة  التي يخوض بها أردوغان حربه وبسط نفوذه علي كل الدول التي بها تواجد لجماعة جولن حتي الدول الإفريقية وآخرها قرار الحكومة الإثيوبية بإخضاع مدارس أردوغان هناك لإشراف وزارة التعليم التركية.

فقد نجح أردوغان في ابتزاز الدول الأوروبية واستخدم كل الأسلحة وأجبر عددا منها بحظر هذه الجماعة وامتد هذا الحظر إلي مدارس جولن المنتشرة في كل أنحاء العالم.

وأردوغان عندما يتقدم  بطلب بحظر هذه الجماعة يكون لديه ملف موثق -من وجهة نظره- بأن هذه الجماعة وراء محاولة الانقلاب الفاشل عليه وهو الرئيس الوحيد الذي حصل علي تأييد بإجماع الآراء من دول الخليج بأن جماعة جولن جماعة إرهابية وفشلنا نحن في الحصول علي موقف مماثل لجماعة الإخوان.

ويخوض أردوغان حربا شرسة من أجل إجبار الولايات المتحدة علي تسليم جولن إليه وأعتقد انه سينجح  لأن في دوائر صنع القرار الامريكي أطرافا تميل للفكر الإخواني بجانب  اللوبي الإخواني في منظمة كير  الإسلامية  وهي منظمه لديها دعم مالي كبير وسياسي بجانب أن لديه ملفا موثقا وهو الأهم.

هذه التجربة الأردوغانية والإصرار علي محاكمة جولن وإنهاء هذه الجماعة من الوجود يجب أن نتأملها وندرسها  وهو  نجح في حصار جماعة جولن اما نحن  فقد فشلنا في حصار جماعة الإخوان وليس حظرها، رغم ما لدينا من وقائع ووثائق واعترافات وأحكام وأدلة  بأن هذه الجماعة هي رأس الإرهاب في العالم.

لدينا أوراق ومستندات ووقائع تقول للعالم أن هناك حكومات تمول هذه الجماعة بهدف إثارة القلاقل في مناطق معينة  لكننا لم نعرف أن نقدم هذا كله للعالم واكتفينا فقط بمجهودات فردية من بعض الجهات الشعبية غير الرسمية أو مجموعات من هواة الشو الإعلامي حاولوا أن يرتزقوا من هذه المعركة  وكانت النتيجة الفشل التام.

واصبح  ملف الإخوان من بعض الدول  يستخدم كنوع من المكايدة  مع الحكومة المصرية حتي أننا لم  نجد دولة واحدة لها موقف من حظر الإخوان سوى دولتين فقط هما الإمارات والأردن.

ورغم ان لدينا فرصة مهمة الآن في ظل التقرير الذي أعده مستشار الأمن القومي الامريكي الجديد حول جماعة الإخوان والتوصية بأنها جماعة ارهابية  لكن التقرير يتعرض لانتقادات حادة من داخل الإدارة الامريكية ومن قبل الحكومات التي تستضيف قيادات جماعة الاخوان مثل تركيا والمانيا وبريطانيا وقطر وماليزيا وإندونسيا وباكستان.

وكان يجب ان ننتهز هذه الفرصة وأن نقدم لهذا الرجل كل ما لدينا من وقائع  ومستندات والاعترافات  والادلة التي تؤكد انها تدعم وتمارس الإرهاب في العالم كله وأن جميع الجماعات الارهابية خرجت من عباءة الاخوان.

وهذا هو دور وزارة الخارجية التي بها مئات من المترجمين  الذين لو عكفوا علي ترجمة كل هذه الوقائع والأدلة  الي  كل لغات الامم المتحدة  الست وتقديمها الي كل من يريد ان يعرف حقيقة الاخوان.

ان كانت الدولة جادة في  محاربة رأس الإرهاب  وأن تخلي مسئوليتها عما سيحدث في باقي دول العالم بما فيها الدول التي  تحمي قيادات واعضاء جماعة الاخوان فعليها إعداد هذا الملف فورا.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى