صحيح ان إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمره التنفيذي «حماية الأمة» لم يستهدف المسلمين في العالم، وإنما رعايا سبع دول إسلامية أو ذات أكثرية إسلامية ساحقة، لكنه في الحقيقة أصاب المسلمين جميعا في وجدانهم، واستهدف مباشرة نحو 200 مليون مسلم هو العدد الاجمالي لمواطني الدول السبع المستهدفة في القرار وفق الآتي: إيران 82 مليونا، العراق 38 مليونا، سوريا 18 مليونا، ليبيا 6 ملايين، السودان 36 مليونا، الصومال 11 مليونا، واليمن 27 مليونا.
والقرار الأميركي الذي خرج الى العلن كشف أرباك الإدارة الأميركية على كل المستويات في التعامل مع المسلمين، وانقسم حوله الكثيرون ما بين معارض ومؤيد. ويجب عدم التغاضي عن تأييد كثيرين لقرار ترامب وقد ظهر بوضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اراد الرئيس السابق باراك اوباما، وهو من اصل مسلم، ان يستوعب المسلمين، ويعطيهم اولوية في الوظائف ليتعاملوا مع اقرانهم الوافدين الى بلاده، لذا كانت توجيهاته باعطائهم الاولوية في التوظيف بما يناقض قوانين بلاده، ويكشف عن غياب خطة مدروسة تحقق الهدف.
وكشفت رسائل إلكترونية مسرّبة عن لائحة مرشحين مسلمين لتولي وظائف عليا في الإدارة الأميركية. الرّسائل التي سرّبت من حساب جون بوديستا رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون تعود إلى عام 2008. وفي تفاصيل الرّسالة التي نصّتها بريتا بانسال أحد أعضاء إدارة الرئيس أوباما الآتي: «من بين المرشّحين للوظائف العليا، استُثنيَ من لهم خلفيات عربية اميركية وليسوا مسلمين (جورج ميتشل مثالا). الكثير من اللّبنانيين الأميركيين هم مسيحيون. في اللّائحة النّهائيّة (المجالس / اللّجان الخارجية) معظم الذين تم ترشيحهم مسلمون أميركيون ما عدا عدد قليل من العرب الأميركيين الذين لم يتم التّأكد من دينهم» (المسيحية على وجه الخصوص).
واعطت ادارة اوباما اولوية للمهاجرين المسلمين في كل انحاء العالم، كما ركزت المساعدات على جمعيات المسلمين.
اما الرئيس ترامب، فأتى بسياسة مغايرة تماما، لا تمت الى الاستيعاب بصلة، ولا تفيد بلاده حكماً، ولا تفيد المسيحيين حتماً، إلا في تسهيل هجرتهم لبلادهم وارضهم ومسقطهم.
إلا ان ترامب لم يخطئ بقوله ان «المسيحيين يتعرضون لتعامل سيئ جدا. من المستحيل، أو من الصعب جدا على الأقل أن تصل إلى الولايات المتحدة اذا كنت مسيحيا من سوريا، اما إذا كنت مسلما فالامر ممكن».
لكن اجراءات ترامب، كما الوثائق المسربة من ادارة اوباما، تكشف بوضوح الارتباك الحقيقي الذي بدأ يصيب الادارة الاميركية في تعاملها مع ملف يشغل العالم كله، ولا يمكن التصدي له بهذا الاستخفاف.