سقط العشرات من القتلى و الجرحي جراء القتال بين الفصائل الإسلامية المسلحة الذي تعد جبهة النصرة الفاعل الرئيسي في اندلاعه ،والتي فضلت التحاور بالسلاح ، في تطور سريع على وقع حوار أستانة في محافظة إدلب السورية.
وقد حذرت الفصائل الأخرى من أنها ستعامل النصرة كما تعامل داعش، لكن لا يبدو أن هذا يغير شيئا على ارض الواقع.
فحركة أحرار الشام، اتهمت في بيان جبهة فتح الشام أو ما كانت تعرف بالنصرة سابقا، بالعمل على تنفيذ مخططات تخدم السلطة في دمشق، وتؤجج الاقتتال الداخلي، عبر ما وصفه البيان، ببغي الجبهة وعدوانها، على بقية فصائل المعارضة، خصوصا في ريفي حلب و إدلب.
وقد أعلنت سبعة فصائل معارضة توحيد جهودها لقتال جبهة فتح الشام في إدلب وريفها، ردا على ما تصفه باعتداء الجبهة غير المبرر عليها.
ووسط فوضى الاقتتال هذه، يختار معارضون مسلحون، سياسة النأي بالنفس، فقد أعلن لواء الحق أحد الألوية المنضوية ضمن جيش الفتح، تجنبه الاقتتال الحاصل بين فصائل معارضة وجبهة فتح الشام.
بالمقابل جبهة فتح الشام (النصرة) تتهم بدورها في بيان فصيل جند الأقصى الذي انضم إليها مؤخرا، بالمماطلة في تنفيذ بنود البيعة للجبهة، أبرزها بند «السمع والطاعة».
وبحسب مراقبين فإن تشرذم فصائل المعارضة السورية على هذا النحو لم يكن مفاجئا، إذ بدأ حتى قبل سقوط حلب بيد القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها.
بيد أن البعض يرى أن سبب تأجج الصراع الحقيقي بين الفصائل المعارضة، مع جبهة فتح الشام، مرده بند سري تم التوافق عليه في أستانة، يقضي بتثبيت خطوط القتال بين تلك الفصائل والنظام، مع استثناء جبهة فتح الشام،وهو ما يعني إعطاء الضوء الأخضر لكلا الطرفين لتحقيق مكاسب على الأرض على حساب هذه الجبهة.
وهذا ما جعل الجبهة، بحسب مراقبين، تستميت في هجومها على خصومها من «حلفاء الأمس».