حصل الباحث مدحت عبد الماجد قويسي على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الأولى عن موضوع «الاتجاهات الفكرية حول التصوف في القرن التاسع الهجري» الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.
وتم منح الدرجة من اللجنة المشكلة من الأستاذ الدكتور حامد طاهر حسنين أستاذ الفلسفة الإسلامية ونائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، مشرفا، والأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد المنعم مدكور أستاذ الفلسفة الإسلامية والأمين العام لمجمع اللغة العربية مناقشا، والأستاذ الدكتور عصمت نصار أستاذ الفلسفة الإسلامية، جامعة بني سويف، مناقشا.
وكشفت الدراسة عن تشابه كبير بين مشكلات التصوف الإسلامي في فترة الدراسة والعصر الحاضر، بما جعلها أسيرة دين غريبٍ وتصوف مختلق، بما دخله من بدع وعادات شعبية، لا أصل لها في التصوف الحقيقي(كالموالد والحضرات والتقديس للأشخاص)، وارتماء المتصوفة في أحضان السلطة رغبة في منصبٍ أو عيش رغيد، والاستعانة بها بشكل لا أخلاقي ضد خصومهم.
كما كشفت عن قيام علماء السنة بمواجهة نظرية وعملية للمدافعين عن التصوف الفلسفي المختلط، داعين إلى تصوف أهل السنة القائم على الحب والزهد والأخوة، والتوسط ومحاربة التعصب والتطرف.
وأكدت أن التصوف الحقيقي الذي ينبغي أن تسعى إليه الأمة الإسلامية، والقائم على الاستقلال الفكري والمادي والبعيد عن تجاذبات السلطة السياسية، هو أحد عوامل القضاء على التشدد والتعصب في عالم اليوم.
وشددت على أن الأمة الإسلامية، وهي في مرحلة بعث جديد وقد نفضت عن معدنها غبار ماض بغيض ترك بعض آثاره إلى وقتنا هذا، لهي في أشد الحاجة إلى أن تتسلح بزاد الإيمان، وقوة اليقين، ولباس التقوى، وروح الإسلام، وعزيمة الجهاد، وجماع ذلك كله التصوف النقي، إذ هو الإيمان في أسمى إشراقاته، والخلق في أرفع مُثله، والعلم في أصفى موارده، والجهاد في أعلى ذراه.
وأكدت أن المشكلة الرئيسة في القرن التاسع الهجري/ الرابع عشر والخامس الميلاديين، والتي أثارت علماء كثيرين، هي قضية التصوف الفلسفي أو المتأخر أو المختلط، ومحاولة دمجه بالتصوف السني، ثم كانت المشكلة الأكبر محاولة مؤيديه، وأشهرهم الجيلي (ت: 832هـ)، والفيروزآبادي (ت: 817هـ)، والسيوطي (ت: 911هـ)، تقريبه للعامة وأحيانًا تدريسه في حلقات المساجد أو داخل المنازل في مجالس السماع (أو الحضرات في العامية)، هذه المحاولة لم تنجح وظل الاتجاه السني قائما وأشهر من مثله ابن المقرئ (ت: 837هـ)، والعلاء البخاري (ت: 841هـ)، والبقاعي (ت: 885هـ)، والسخاوي (ت: 902هـ)، كما وجد أيضا الاتجاه الوسطي بينهما، وأشهر من مثله ابن خلدون (ت: 808هـ) والعارف بالله الشيخ زروق الفاسي (ت: 899هـ).
وختم البحث بأن الاتجاهات الثلاثة البارزة، السني الرافض، والمدافع، والوسطي جميعا اعتمدت القاعدة الذهبية وهي الالتزام بالكتاب والسنة في كل مراحل الطريق الصوفي والكرامات وحتى القضايا المختلف فيها والشطح؛ سواء في الاستدلال أو التشديد على ضرورة مراعاتها أو القول بموافقة آرائهم لها؛ ما يشير إلى رغبة صادقة من كل الاتجاهات في إكساب آرائهم مشروعية الوجود ومهمة حماية الإسلام.