نون والقلم

دعاة «إسلام السوق» يتوغَّلون في العروق

قَبلَ فَترَةٍ صَدَرَ كِتَابُ « إسلَام السُّوق »، للصَّحفي والبَاحث السّويسري «باتريك هايني»، وتَرْجَمَته للُّغةِ العَربيَّة، البَاحِثَة الجَزَائريَّة «عومريَّة سلطاني»، وهو كِتَاب جَديرٌ بالقِرَاءَة، لأنَّه يَتحدَّث عَن ظَاهرة «إسلَام السُّوق»..!

فِي البِدَاية دَعونَا نُعرِّف مَا المَقصود بهَذا المُصْطَلَح، إنَّه – كَمَا يَقول المُؤلِّف-: (لَيسَ حَركَة مُؤسَّسَة عَلى حِزب أَو تَنظيم، ولَا تَيَّارًا أَيديولوجيًّا، كالسَّلفيَّة، أَو سِيَاسيًّا، كالإسلَام السِّيَاسِي. ولَا يُمثِّل «إسلَام السُّوق»، مَدرسَة فِي الفِكر الدِّيني. «إسلَام السُّوق» – فِي الوَاقِع- حَالَة أَو تَوجُّه قَادر عَلى التَّوطُّن والتَّأثير، فِي كُلِّ حَقَائِق الإسلَام المُعَاصِر. هَذا التَّوجُّه يُمكن أَنْ يَتجلَّى فِي بَعض أَنمَاط الحيَاة، وأَشكَال مُعيَّنة مِن الدَّعوَة، وحَرَكَة فِكريَّة جَديدَة. كَمَا يُمكن أَنْ نُلاحظ «إسلام السُّوق»؛ لَدَى السَّلفيَّة والإخوَان المُسلمين، والصُّوفيَّة أَيضًا. ويُمكن أَنْ نَعثُر عَلَى «إسلام السُّوق» فِي بَعض المُنتجَات الهوياتيَّة، وبَعض العَادَات الحيَاتيَّة لَدَى المُتديِّنين مِن المُسلمين.

ويَنتَشَر «إسلام السُّوق» أَخيرًا مِن النَّاحية الجُغرَافيَّة فِي القَارَات الأَربَع، مِن خِلال بَعض أَشكَال التَّعبير عَن الهويَّة، فِي إندُونيسيَا وتُركيَا، وعِند بَعض الجَاليَات المُسلِمَة فِي أُوروبا، كَمَا هي الحَال فِي مِصر وشَمال إفريقيَا)..!

بَعد هَذا أَقول: إنَّ «إسلَام السُّوق» هو عِبَارة عَن تَيَّار جَديد، يَستَفيد مِن قِيَم الرَّأسماليَّة، وتَعزيز التَّمكُّن الفَردي، وتَطوير الذَّات، مِن خِلال مَوارد ومُعطيَات التَّنمية البَشريَّة، التي سَطع نجمهَا فِي الغَرب.. كُلُّ هَذا يُوضع فِي كوبٍ وَاحِد، ويُغلَّف بالنّصوص الإسلاميَّة؛ التي تَحثُّ عَلى الإيجَابيَّة وأَعمَال الخَير، وتَعزيز إحسَاس الإنسَان بذَاتهِ..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَنْ نَقول: إنَّ «إسلَام السُّوق» اتِّجَاهٌ وَاضِح صَارِخ، يَتبنَّاه كُلُّ الدُّعَاة الجُدد، سَوَاء عَلِمُوا أَم لَم يَعلموا، ومَن أَرَاد أَنْ يَعرف مَزايا وصِفَات ومَلامح الدُّعَاة الجُدد، فليَقرَأ الكِتَاب، الذي يَقَع فِي (330) صَفحَة فَقَط..!!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى