الاحتيال من التحايل وهو الإتيان بحيلة للاستيلاء على ما يملك الآخرون برضاهم وقناعتهم, وسلب ماعندهم من مال أو منصب أو فكرة, والاحتيال هو معنى من معاني النصب ومرادف له, فكل نصاب محتال وكل محتال نصاب, وهو على أنواع منها الاحتيال المادي الذي يسعى فيه الشخص المحتال للحصول على مكسب مادي فقط, والنوع الآخر هو الاحتيال الفكري الذي يسعى الشخص المحتال من خلاله أن يحصل على مكاسب عديدة لا تقتصر على الأموال فقط, كأن يكون يبحث عن حكم وسلطان وجاه ووجاهة وسمعة, وهذا النوع هو الأخطر على المجتمعات بصورة عامة وهو النوع الذي تعرضت له البشرية منذ وجودها…
فقد احتال فرعون على شعبه فعبدوه واعتبروه إلهاً, مستخدم الحيل السحرية بمعونة الكهنة الذين احتالوا على الناس بالتدين والرهبنة, وهكذا نهج كل الطواغيت والجبابرة في الأرض هو الاحتيال والنصب حتى تصدق الناس وتؤمن وتعتقد بهم, وهذا الأمر ما زال مستمراً فقد احتال الكثير من الكهنة ممن تستر بالدين على سذج المتدينين وأكلوا أموالهم بالباطل وكنزوا من وراء ذلك الذهب والفضة, وللاحتيال صور لا حصر لها تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر وعلى كل المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية, وفي كل الطبقات من الباعة المتجولين حتى الحكام مروراً بمن حملوا عنوان القيادة الدينية وأوضح مصداق للاحتيال الديني هو حكام بني أمية وبني مروان, فقد احتالوا على الناس بعنوان «الخلافة » من أجل أن يصلوا للحكم والمنصب والأموال.
وهذا الأمر « الاحتيال الديني » لم يقف عند بني أمية بل تعداه إلى من تبعهم من شيوخ وأئمة حملوا عنوان « علماء » أو « شيوخ إسلام » أو « مرجعيات » فتجدهم قد احتالوا وتحايلوا على الناس من أجل سلب عقولهم وفكرهم وعقيدتهم من أجل مصالح ومكاسب شخصية فئوية طائفية ضيقة, فعندما يقوم بعضهم بإخفاء موروث فكري لشخص من كتب ومؤلفات ولا يظهر منه إلا ما هو الحَسِن حسب ما يتوقعون خوفاً من أن تعرف الناس البسطاء حقيقة هذا الموروث الفكري, فيكون هذا قمة الاحتيال والتحايل على الناس, لأن في ذلك خديعة لهم, حيث يراد أظهار محاسن وإخفاء مفاسد لو عرفها الناس لفروا من هذا الموروث الفكري.
وهذا ما تجده واضحاً عند أتباع ابن تيمية, فهم يخفون كتب ومخطوطات شيخهم «ابن تيمية» حتى لا يعرف الناس حقيقة هذا الشخص الذي أعطوه عنوان « شيخ الإسلام» وهو بعيد كل البعد عن الإسلام في حقيقته وجوهره السامي, هذا الشخص الذي جعل من الله سبحانه وتعالى مشابهاً لمخلوقاته وجسّده تجسيدا وجعل من رؤيته «رؤية عين ورؤيا منام» ممكنة وبحسب حال الرائي حتى أصبحت قضية الاعتقاد بالله سبحانه وتعالى وعبادته عند ابن تيمية وأتباعه كالعبادة الإغريقية الوثنية, فعندهم الإله زيوس وعند ابن تيمية الرب الشاب الجعد القطط, وقد احتال ابن تيمية على أتباعه قبل غيرهم وسلب عقولهم ومرر عليهم ديانته الوثنية بعنوان « التوحيد » !!!…
وهذا أمر أثبته رجل الدين العراقي المرجع الصرخي في المحاضرة السادسة من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) حيث بين وأثبت إن التيمية لا يطبعون كتب شيخهم خوفاً من الفضيحة, وذلك بقوله ((… اقرأوا وستعلمون إذا بقيت الحياة، وذكرنا لكم ماذا يقولون عن الرب في الآخرة، ما هي المهازل، ما هي البهلوانيات، ما هي الخرافات، ما هي السفاهات التي تنسب إلى الرب، ما هي الصفات الهزلية الهزيلة التافهة البالية التي تنسب إلى الرب، ستعرفون هذا، إذن لماذا هم فعلوا هذا؟ لماذا يصعّدون بهذا الأمر؟ لماذا يخفون الكثير من الكتب والمخطوطات عندهم ولا تظهر للعوام، لأنّ فيه الخزي والعار، يقولون أهل التوحيد!!!..))..
هذا الأمر استلزم من أتباع ابن تيمية بأن يخدعوا الناس ويحتالون عليهم بطريقتين, إحداهما إخفاء كتب ومخطوطات ابن تيمية, أما الطريقة الأخرى هو بإصدار الفتاوى التي تدعوا إلى التجهيل وعدم التفقه, ومن أبرزها فتوى « ابن عثيمين » التي تقول (العامي خير في عقيدته وإخلاصه من كثير من طلاب العلم، الذين ليس لهم هم إلا الأخذ والرد، والقيل والقال، وماذا تقول يا فلان؟ وماذا تقول في الكتاب الفلاني؟ وفيما كتبه فلان، هذا هو الذي يضيع العبد و يسلب قلبه عن الله عز وجل، ولا يجعل له هماً إلا القيل و القال (وهذه الفتوى تمثل قمة التحايل على الناس, فهم لا يريدون للناس أن تطلع على ما موجود في كتب أئمتهم وشيوخهم لما فيها من الفكر المنحرف المخزي الضال ويريدون من البسطاء أن يكونوا تابعين وعبيدا لديهم يملون عليهم ما يريدون من فكر وعقيدة بما تشتهي أنفسهم وبما تهوى قلوبهم, فأي دين وفقه هذا الذي يعطي الإنسان البسيط «العامي »الأفضلية على طالب العلم ؟ ألا يعني ذلك إنها دعوة صريحة لزرع الجهل وتجهيل المجتمع ؟ ألا يعني صدور هكذا فتوى هو قمة الاحتيال على الناس وخداعهم والنصب عليهم باسم « دين التوحيد » وسلب عقولهم وأفكارهم وحريتهم الفكرية وجعلهم عبيدا لفكر منحرف ضال مضل ؟ فكان ولا زال أتباع ابن تيمية ومن سار على شاكلتهم في كل الملل والنحل عبارة عن محتالين في زى رهبان.