قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، الجنرال عاموس يادلين، بأن وكالات الاستخبارات ترى أن هناك ضرورة في الإبقاء على اتفاق إيران النووي، في ضوء التزام طهران ببنود الاتفاق، مضيفًا أنه في حال تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق واحتدمت الصراعات مع إيران، وأعادت «هآرتس» إلى الأذهان أن هيئات الاستخبارات الإسرائيلية وجّهت الكثير من الانتقادات إلى اتفاق إيران النووي، على خلفية ما اعتبروه ثغرات وأخطاء في الاتفاق عندما تم التوقيع عليه، لكن بعد مرور عام ونصف العام على التوصل إلى هذا الاتفاق، يبدو أنهم قد خلصوا إلى أنه مستقر في ظل امتثال إيران لجميع بنوده.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على موقعها الالكتروني: اربطوا الأحزمة، ستكون طريقًا وعرة، فعلى ما يبدو أن ترامب الذي يتولى منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الجمعة، ينتوي تغيير جدول الأعمال الدولي وأسلوب اتخاذ القرارات وتنفيذها في واشنطن.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى تعهُّد ترامب خلال حملته الانتخابية، بأنه سوف يمزق اتفاق إيران بعد توليه مهام منصبه- وهو اتفاق دولي يحد من برنامج طهران النووي، وتم إبرامه في فيينا عام 2015، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح فى ديسمبر الماضي بأن لديه ما لا يقلّ عن خمس أفكار لإلغاء الاتفاق النووي، وسيكشف عنها لدى لقائه ترامب، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يكون نتنياهو من أوائل الزعماء الأجانب الذين يلتقون الرئيس الأمريكي الجديد.
واستدركت قائلة: إن هناك بعض الشخصيات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يفكرون بطريقة مختلفة، فوفقًا لإحدى التقييمات الاستخباراتية التي قُدمت إلى نتنياهو مؤخرًا، من الممكن أن يكون قرار أمريكا بإلغاء اتفاق فيينا خطأ جسيمًا.
وأفادت بأن ثمة مخاوف من أن يؤدي إلغاء الاتفاق إلى خلق شرخ بين واشنطن وغيرها من الدول الموقِّعة، وأهمُّها موسكو وبكين، فضلًا عما قد يسببه الصدام المباشر بين إيران وأمريكا حول هذا الاتفاق من انهيار إنجازاته؛ والمتمثلة في التزام إيران بالامتناع عن إنتاج أسلحة نووية وعرقلة مشروعها النووي ما لا يقل عن عدة سنوات وتمديد وقت انطلاق طهران الذي يَلزمها لإنتاج سلاح نووي واحد.
واضافت إلى أن رؤساء مؤسستي الجيش والدفاع في إسرائيل لم يناقشوا إمكانية إلغاء الاتفاق علنًا، نظرًا لكون أي تكهنات حول رئاسة ترامب غير مسموح بها، حتى لو كانت مجرد موجزات إعلامية تتضمن معلومات أساسية للصحفيين، بيد أن عاموس يادلين وأهارون زئيفي فاركاش الرئيسين السابقين للمخابرات العسكرية لا تنطبق عليهم مثل هذه القيود.