بعبارات بسيطة جداً يمكن أن يفهم أي إنسان مهم كان مستواه العقلي بسيط وبحجة عقلية لا يختلف عليها إثنان إن كانوا ممن يحكم العقل ويتجرد من العاطفة والهوى والتعصب الطائفي المذهبي والعبودية الفكرية … نقول :
الدين الإسلامي من الديانات متعدد المذاهب والطوائف بين سنة وشيعة وهما الطائفتان الأبرز في هذا الدين وفرق أخرى وهذه الفرق تندرج تحت عنوان مذهب أهل السنة والجماعة فكأن الإسلام وبصورة عامة يحتوي على مذهبين المذهب الشيعي وهو مذهب آل البيت « عليهم السلام » والمعروف بمذهب الأمامية الإثني عشرية, وتوجد فيه فرق شذت من الناحية العقائدية لكنها بقيت تحمل عنوان التشيع, والمذهب الآخر هو المذهب السني وفيه أيضاً فرق كالصوفية والأشعرية وغيرها, أي بمعنى عام وجامع أن مذاهب الإسلام هي مذهبين هما مذهب شيعي وفيه فرق تندرج تحت عنوان التشيع, ومذهب سني وفيه فرق…
لكن ما يؤخذ على مذهب التشيع هو كيف يقوم أتباع هذا المذهب بإتباع وموالاة الأئمة الإثني عشر من آل البيت « عليهم السلام » وكل من يقول بإمامتهم فهو في غاية الجهل ولا توجد في إمامتهم عزة ومنعة للإسلام وكل من يقول بأنه شيعي فهو يصبح أشد كفراً من اليهود والنصارى !!! طبعا هذا ليس في رأي كل الفرق السنة بل هو فقط رأي أتباع ابن تيمية من النواصب التكفيريين الدواعش أما باقي الفرق السنية فهي تحترم آل البيت « عليهم السلام » وتحترم مذهب التشيع والشيعة الإمامية الإثني عشرية, نعم قد يكون هناك خلاف عقائدي لكنه لم يصل في يوم من الأيام إلى مرحلة التكفير وسفك الدماء كما يقوم أتباع ابن تيمية من التكفيريين الدواعش الذين يستبحون مال وعرض ومقدسات كل من يقول بإمامة الإمام علي « عليه السلام » أو أي إمام آخر من الأئمة الإثنى عشر …
السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يوالي الإمامية أو الشيعة الأئمة الإثني عشر دون غيرهم ؟ الجواب نستخلصه بصورة عقلية منطقية لا تحتاج إلى مؤونه عقلية في الفهم والإدراك, فالكل يعلم أن التأريخ الإسلامي مدون في كتب ومجلدات تفسيرية وكتب روايات وأحاديث وعلم رجال وغيرها النسبة الكبيرة فيها قد كتبت على يد رواة ومحدثين على مذهب أهل السنة والجماعة, فعند الإطلاع على هذا الموروث الإسلامي عن الخلفاء في كل العصور الإسلامية نجد أن هناك المثالب والرذائل والفسق الواضح عند أغلبية ممن الصق بنفسه صفة وعنوان « الخليفة » وبالخصوص خلفاء بني أمية ومروان وهم محط الخلاف, وهذه المثالب ليس الشيعة من يذكرها بل السنة من محدثين ورواة ومفسرين, وإن كان قد تحدث بها الشيعة فقد تحدثوا بها نقلاً عن مصادر أهل السنة, هذا من جانب …
أما من جانب آخر فإن كتب أهل السنة والجماعة لم تذكر أي مثلبة بحق آل البيت « عليهم السلام » وكل ما ذكر في هذا الكتب عنهم « سلام الله عليهم » هو محل تقدير واحترام وإشادة بالعلم والفقاهة والإمامة ووجوب الموالاة لهم واتباعهم, ومع ذلك تأتي كتب الشيعة تؤيد ما مذكور في كتب السنة بهذا الخصوص, والآن عندما يأتي العاقل اللبيب المنصف الذي يحكم عقله وغير مقيد بقيود الإتباع الأعمى وغير متعصب للمذهبية والطائفية ويطلع على كتب أهل السنة ويجد فيها المثالب والقدح بمن يسمون أنفسهم خلفاء وهذا النقد ليس من شخصيات عادية بل من قبل شخصيات تعد من أبرز رموز وأعمدة الإسلام, فماذا تتوقع منه ؟ هل يوالي هؤلاء ويترك آل البيت « عليهم السلام » الذين هم أحق بالمولاة والإتباع بحسب ما تذكره كتب أهل السنة ذاتها ؟ أو القضية معكوسة ؟…
فعندما تجد وعلى سبيل المثال لا الحصر أن كتب أهل السنة تقول بأن « الشجرة الملعونة في القرآن » القصود بها هم بني أمية فهل تريد من الإنسان الذي يحترم عقله ودينه أن يتبع بني أمية ويواليهم أم يتبرأ منهم ؟ وهنا نذكر ما طرحه المرجع العراقي الصرخي من استدلال بأحاديث وروايات تُثبت ما ذهبنا إليه, حيث قال المرجع الصرخي في المحاضرة السادسة عشرة من بحث ( الدولة.. المارقة… في عصر الظهور… منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم )…
{{{…. احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويامن غُرِّر به، واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي «عليه وعلى آله الصلاة والسلام » وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله تعالى وشفاعة رسوله الكريم «عليه وعلى آله الصلاة والتسليم» والفوز بالجنان والنعيم فيما لو أحسنوا العمل والإتباع بالنهج القويم لأئمّة الهدى عليهم الصلاة والتسليم وتبرؤوا من أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلين؟! فماذا يفعل كل من يملك العقل والإنصاف وهو يجد دليله وحجته موجودة في كتب خصمه وخصومه فضلاً عن كتبه ومصادره!! فهل يتبع الخالق أو المخلوق؟! وهل يعصي الخالق أو يعصي المخلوق؟ سؤال واضح وجوابه بسيط، لكن يصعب التطبيق، بل ربما يستحيل التطبيق خاصة مع مارقة الفكر والأخلاق، فأين ستكون أيها الإنسان المسلم المنصف؟! ولك الخيار مع الاحترام والتقدير، لكن التمس العذر للآخرين فلا تستخف بهم وتُخرجْهم من الملّة والدين .
ـ قال: فخر الدين الرازي في تفسيره/ ج20: قال ابن عباس: (الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية يعني الحكم بن أبي العاص، قال: ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام أن ولد مروان يتداولون منبره، فقصّ رؤياه على أبي بَكْر وعُمَر”رض” وقد خلا في بيته معهما ، فلما تفرقوا سمِعَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الحَكَمَ يُخبِر برؤيا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم»،فأشتد ذلك عليه صلى الله عليه وآله وسلم،وإتَّهم عُمَر في إفشاء سرّه، ثم ظَهَر أن الحَكَم كان يتسمّع إليهم، فَنَفاه رسول الله «صلى الله عليه وآله »[قال الرازي]ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة لمروان: لَعَن الله أباك وأنت في صُلْبه فأنت بَعْضُ مَن لَعَنه الله).
ـ قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى { والشجرة الملعونة في القرآن}: (قال ابن عباس: هذه الشجرة بنو أمية، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفى الحَكَم،..وقد قالت عائشة«رض» لمروان: لعن الله أباك وأنت في صُلبِه فأنت بعض[فضض أو فظاظة] من لعنة الله).
حتى تعرفون لماذا الشيعة يوالون أهل البيت عليهم السلام ولا يوالون المروانيين، اقرءوا كتبكم، كيف نوالي هؤلاء المارقة، هؤلاء الدواعش القاتلة الإرهابية ونكفر على هذا، إنا لله وإنا إليه راجعون, نحن لا ندعو للعن لكن نتبرأ منهم، ونوالي أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» ونتبرأ من هذا الخط المعادي لهم؛ خط المروانية، خط السفيانية، خط المارقة، خط الدعشنة، خط التيمية المارق، يوجد خط تيمي حاول البعض فيه أن يأتي بشيء جديد، أن ينفتح على الآخرين، أن يجدد نحو الصلاح والوسطية والإصلاح، ليس نحو التكفير والإرهاب، ومن نفس التيمية، وندعو ممن عنده الحظ منهم أن ينهض بمذهبه ونفسه وأصحابه وأتباعه نحو الخير والإسلام الحقيقي والوسطية، نحو الأخلاق الرسالية الإسلامية النبوية الإلهية، وليس نحو الدعشنة والقتل والإرهاب والتكفير…}}}.
فبعد هذا الطرح المبسط جداً وهذا الاستدلال العقلي المنطقي فلماذا يا تيمية ودواعش تكفرون الشيعة ؟ لماذا تستبيحون دماء وأموال وأعراض ومقدسات الشيعة ؟ هل لأنهم رفضوا موالاة من هم شجرة ملعونة وهم ممن لعن على لسان النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » ؟ هل هذا هو منهاج النبوة الذي تعتقدون بأنكم تسيرون عليه ؟ فأي مناهج هذا وأي دين وأي شريعة ؟.