لن نتحدَّث طويلاً عن القانون الذي أصبح حضوره قاب قوسين أو أدنى من موعد انتخابات نيابيَّة، تكاد طبختها أن تكون ناضجة قبل حلول موعدها، وقبل إعلان حلّ لغز القانون… وأيَّ قانون سيكون هذا القانون الذي باتت أهميته توازي الانتخابات ونتائجها.
وربما قبل أن توضع الطبخة الانتخابيَّة فوق النار. بل قبل أن يظهر خيط التحالفات من خيط الخلافات، ومن خيط نتائج الامتحان السياسي الأوَّل في عهد الرئيس ميشال عون، وللعهد نفسه عَبر لوائحه ومرشّحيه وتحالفاته.
حتى بالنسبة الى القانون ذاته، والى تركيبته، وقواعده، واقترابه أو ابتعاده عن النسبي والمختلط… وما هي حظوظ «الستين» في هذا الاحتفال، وما هو البديل الذي يترتَّب على صانعيه أن يراعوا عَبره النار قبل الماء، والتيارات قبل التكتلات، والأحزاب قبل الطوائف…
بالطبع، ستكون لنا عودة لها ضجّتها الى هذه الورشة التي يعلِّق اللبنانيّون والغيارى أهمية خاصة على نتائجها. وهذا الأمر من البديهيّات. فالنتائج ستكون بمن تشمل بعطفها السند الأساسي في برنامج استعادة الدولة، والنظام، والقانون، واللعبة البرلمانية… ولو بنسبة متواضعة، قياساً مع الى ما كان يحصل يوم كان لبنان مسرحاً دائماً، ولجميع أنواع المهرجانات والمسرحيات والدبكات.
تبادلت الرهانات والشروط مع ثلاثة أصدقاء، معروفين بمهاراتهم السياسيّة، حول «طبيعة» القانون الانتخابي المنتظر. وهل يكون لنا قانون جديد حقاً؟ وما حظ «صاحبنا» قانون الستين في هذه المعمعة؟
لقد سبق لي أن غامرت، وأكدَّت في «نهاريات» قبل أشهر أن «الستين» لم يُدفن، ولا يزال في موقعه. ثم رويت حكاية ابريق الزيت و«ابريق الستين» وفقاً لما سمعته بدقة من صديق قديم، يتقن قراءة التطورات السياسية بأكثر من قارئة الفنجان.
لذا سأترك هذا الموضوع «الدقيق» جداً الآن، لأنتقل الى التطوّرات المحليَّة، والبشائر العائد بها الرئيس ميشال عون من زيارته للسعوديَّة وإنجازاتها التاريخية التي ستعيد لبنان الى حضن العناية ورحب المساعدة، حيث كان دائماً وحيث كانت الرياض المرجع الأول والأخير. وأول مَنْ يلبّي نداء لبنان، وآخر مَنْ ينسحب من غرفة العناية العادية أو الفائقة.
في كل حال، من العدل والإنصاف، ومن قبيل الاعتراف بالمعروف، أن يتوجَّه اللبنانيّون، بكل فئاتهم، بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
فهذا الملك الكبير بحبه ووفائه الثابت، ومواقفه التي لا تتزعزع، لا يزال يحتفظ للبنان «الممنوع»من الصرف، والتحرُّك، ومغادرة الفراغ في حينه، بحصَّة كبيرة من عنايته ورعايته واهتمامه.
وعلى رغم انهماك المملكة في ورشات ضخمة ومصيريَّة في الداخل والخارج، بقي لبنان حاضراً بكل أزماته وهمومه على مكتب صديق لبنان الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز.