بعد الانهيار الأمني اللافت الذي شهدته محافظة ديالى شرق بغداد، عقب تفجير ناحية بني سعد الذي راح ضحيته أكثر من 150 قتيلاً، وما أعقب ذلك من عمليات خطف وقتل وقصف بقذائف الهاون على المنازل والأسواق من قبل مليشيات موالية لإيران ونافذة عبر الحكومة، دعا سياسيون وشيوخ عشائر في محافظة ديالى إلى الاستعانة بقوات أممية، أو قوات عراقية لكن بإشراف دولي.
النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، قال في حديث صحفي: إن “محافظة ديالى أصبحت خارج نطاق سيطرة القوات الأمنية في المناطق التي تتحرك فيها المليشيات، والحكومة المحلية فيها أصبحت ضعيفة جداً”.
ودعا الدهلكي إلى الاستعانة بقوات من العاصمة بغداد، أو حتى أممية، من أجل السيطرة على الوضع الأمني في المحافظة، مبيناً أن “الإحصائيات المتوفرة تشير إلى اختطاف 120 شخصاً خلال الأيام القليلة الماضية، غالبيتهم من مكون معين”، في إشارة إلى المكون السني.
من جهته، قال الشيخ حازم الندواي، أحد شيوخ عشائر مدينة المقدادية في محافظة ديالى، في حديث لـ”الخليج أونلاين”: إن “الوضع الأمني في ديالى أصبح خارج سيطرة الحكومة العراقية، والقواتُ الأمنية لا دور لها في المحافظة في ظل سيطرة المليشيات التي تتمتع بنفوذ وغطاء سياسي، فضلاً عن الدعم اللوجستي المقدم من إيران”، لافتاً إلى “أن القوات الأمنية لا تستطيع أن تحمي نفسها، فكيف بالمواطن الضعيف”.
وأضاف أن “ارتفاع وتيرة أعمال العنف في المحافظة بشكل كبير أصاب المحافظة بالشلل، فالحياة تعطلت، والدوائر أغلقت بعضها، وأسواقها أقفلت؛ خوفاً من عمليات الخطف التي تنفذها مليشيات دائماً ما تستخدم سيارات حديثة نوع بيك أب رباعية الدفع”.
وتابع النداوي أن “ما تشهده محافظة ديالى من أعمال عنف على أساس طائفي وعرقي يتطلب من الحكومة العراقية الأخذ بعين الاعتبار التركيبة السكانية للمحافظة، وتشكيل قوة عسكرية نظامية من جميع الأطياف”، كما دعا المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل من أجل إيقاف نزيف الدم العراقي الذي يراق على يد المليشيات تارة وعناصر تنظيم “الدولة” تارة أخرى”.
وكانت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، قد طالبت، في تصريح صحفي سابق، بتوازن في المنظومة الأمنية في المحافظة، وعدم إفراغها من العناصر الأمنية لمكون معين.
يذكر أن محافظة ديالى تخضع لسيطرة أكبر وأقوى المليشيات في العراق، هي مليشيات منظمة بدر بزعامة القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، ومليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي.
