لن تثنينا الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تمارسها قوى الشر والظلام عن السير في طريق الخير والحق والعطاء. و[bctt tweet=”لن ترهبنا أعمالهم الإجرامية في الحفاظ على مبادئنا الإنسانية والخيرية” via=”no”] ومد يد العون والمساعدة للدول والشعوب».
تلك كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد الجريمة الإرهابية التي وقعت في مدينة قندهار الأفغانية، وراح ضحيتها خمسة من رجالنا المتواجدين هناك للإشراف على تنفيذ المشاريع الإنسانية، والتي أمر بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لمساعدة الشعب الأفغاني بعد سنوات من الحروب والدمار.
ولم أجد أبلغ منها في هذه اللحظة التي يلفنا فيها الحزن، فهي تبدأ بالتأكيد أن يد الخير والعطاء والبناء لن تتراخى أو تسحب نتيجة إرهاب أعمى لا يفرق ولا يميز. إرهاب حاقد وكاره لوطنه أولاً، وللإنسانية ثانياً. أباح لنفسه تمزيق بلاده، وتدمير كل شيء جميل فيها، ثم أباح الدم والحياة، وأسقط كل القيم البشرية، خارجاً على الدين والعرف والأخلاق.
يعز علينا أن نرثي رجالنا، ولكنه قضاء الله، الذي ندعوه لأن يتقبلهم في فسيح جناته مع الأبرار والصديقين. »هم فخر الوطن وعزته« هكذا وصفهم محمد بن زايد صباح أمس، فقد كانوا هناك ليبنوا، هم وزملاء لهم قضوا سنوات يتابعون مشاريع إعادة بناء البلد المدمر. يشرفون على مدرسة في مكان.
وعلى دار أيتام في مكان آخر، وعلى مركز صحي أو مستشفى أو طريق أو جسر في عدة أماكن من أفغانستان، ضمن مكرمة صاحب الأيادي البيضاء، خليفة الخير، و»لا يوجد أي مبرر إنساني أو أخلاقي أو ديني لتفجير وقتل من يسعى لمساعدة الناس« كما جاء في نعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله. فهؤلاء الذين يفارقوننا اليوم »خمسة شهداء ختموا حياتهم وهم يسعون لخدمة الضعفاء والأطفال والمحتاجين«، وأية خاتمة هي، إنها والله جائزة نالها رجالنا الخمسة.
يد الخير ستبقى ممدودة، وأبناء زايد سيتواجدون حيث تكون هناك معاناة بشرية، وسيقدمون كل ما يقدرون عليه من أجل الإنسان المحتاج، وهذه التضحية نتقبلها بقلوب مؤمنة وراضية، فنحن عندما نسمع كلمات قادتنا نشعر بالفخر، ونتمنى لو كنا من الذين يضحون من أجل رفعة اسم وطنهم.
رحم الله شهداءنا.