[bctt tweet=”أرشح ميشيل أوباما للمنافسة مع دونالد ترامب أو غيره على رئاسة الولايات المتحدة في سنة 2020″ via=”no”]. لا أجد أحداً أفضل منها للمنصب، فكل المطلوب في رئيس موجود عندها، بل هناك المزيد.
هي نموذج يُحتذى لنساء أميركا، فذوقها في اختيار ثيابها لا يُعلى عليه، وهي نشطة اجتماعياً وتحارب الفقر وتهتم بالتغذية الصحية أو الصحيحة والنشاط الرياضي. ثم إنها خريجة جامعة برنستون، وبعدها جامعة هارفارد حيث درست المحاماة. وخطابها وهي تودع البيت الأبيض حضّ الشباب على أن يتعلموا كخطوة أولى نحو النجاح في الحياة العامة.
أوحى اليّ بهذا المقال موضوع كتبه أربعة تحت العنوان «الى السيدة الأولى مع الحب»، ومقال لكريس سيليزا في «واشنطن بوست» عن مرشحين ديموقراطيين محتملين للرئاسة سنة 2020. الكاتب رشح السناتور الأسود كوري بوكر، من ولاية نيوجيرسي وسمعته لا غبار عليها، والسناتور كيرستن جيليبراند من ولاية نيويورك وطموحها للرئاسة لا تحاول كتمه، والسناتور المنتخبة كمالا هاريس عن ولاية كاليفورنيا وهي ماهرة جداً في جمع المال لحملاتها الانتخابية، وحاكم كولورادو جون هيكنلوبر وخلفيته جيدة فقد كان رئيس بلدية دنفر ثم حاكم الولاية وسجله طيب، والسناتور آمي كلوبوكر من منيسوتا وطموحها للرئاسة واضح وسجلها ناصع.
المقال اختار أيضاً ميشيل أوباما كمرشحة محتملة للرئاسة، وهذا مع أنها لم تبدِ يوماً رغبة في منصب حكومي، خصوصاً أعلى منصب متاح، كما أن زوجها باراك أوباما صرّح يوماً بأنها ليست طموحة الى الرئاسة. خلال شهر ستصبح ميشيل سيدة أولى سابقة، إلا أن نقاداً كثيرين يرون أنها ألقت أفضل خطابين في السنتين الماضيتين، الأول في مؤتمر الحزب الديموقراطي في تموز (يوليو) الماضي، والثاني في ولاية نيو هامبشير في تشرين الأول (اكتوبر) ودانت فيه سياسة دونالد ترامب.
سرني أن أجد صحافياً بارزاً في جريدة كبرى يرى ميشيل أوباما مؤهلة كما رأيتها أنا قبله ورشحتها في هذه الزاوية.
أبوها كان مريضاً إلا أنه لم يتوقف عن العمل يوماً، وهي تبعت أخاها كريغ روبنسون الى جامعة برنستون، ثم درست المحاماة في جامعة هارفارد. لا يوجد ما هو أرقى من هاتين الجامعتين في الولايات المتحدة. هي عملت بعد ذلك في شركة محاماة في شيكاغو، وجاء باراك أوباما متدرباً أشرفت على عمله، وهما تزوجا سنة 1992 ولهما انتان ماليا وساشا.
أهم من كل ما سبق أن المحامية الشابة قررت أنها تفضل العمل لخدمة الناس وكان أول نشاط لها تأسيس فرع في شيكاغو لجمعية تعد الشباب للخدمة العامة. ثم أسست سنة 1996 أول برنامج في جامعة شيكاغو لخدمة أهل المدينة والمنطقة. في سنة 2010 أطلقت برنامج «دعونا نسير» أو نتقدم، الذي ضم قادة المجتمع المحلي، ورجال تعليم وطب وأهالي لمعالجة السمنة المفرطة. وفي سنة 2011 أطلقت مع الدكتورة جيل بايدن برنامج «جمع القوى» الذي دعا المواطنين الى دعم رجال القوات المسلحة وقدامى المحاربين ومساعدتهم. وفي سنة 2014 كانت لها مبادرة «نعلو أكثر» وهي محاولة لجعل شباب أميركا مسؤولين عن حياتهم بتشجيعهم على طلب العلم بعد الدراسة الثانوية. ما سبق يكفي ويزيد إلا أن ميشيل أوباما أطلقت سنة 2015 مبادرة «دعوا البنات يتعلمن» التي لفّت العالم كله، لا الولايات المتحدة وحدها، وهدفها تشجيع الدول على دعم تعليم البنات وفتح فرص قيادية لهن.
مرة أخرى، ميشيل أوباما تركت العمل محامية، وهي مهنة تدرّ دخلاً عالياً، خصوصاً أنها خريجة هارفارد، لتساعد الناس، وهذا سبق زواجها من باراك أوباما، إلا أنه أصبح أسهل وهي سيدة أولى لها شعبية عالية بين الأميركيين تفوق شعبية كل سيدة أولى سبقتها منذ بدأت أنا العمل في الصحافة.
لا بد أن هناك كثيرين مؤهلون لرئاسة الولايات المتحدة، إلا أنني لا أعرف رجلاً أو امرأة أكثر تأهيلاً منها للمنصب، وأرجو أن أراها رئيسة أهم ديموقراطية في العالم الغربي.