هناك مقولة شهيرة للفيلسوف اليوناني افلاطون يتحدث فيها عن التفكير, يقول فيها « [bctt tweet=”نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر” via=”no”] ».
و حتى لا يؤخذ علينا أنه نتبع منهج غير المسلمين, أورد قول للإمام علي « عليه السلام » (لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال), وقد جئت بهذا القول للإمام علي « عليه السلام », لأنه إمام وخليفة وصحابي ولا خلاف فيه أو عليه إلا عند من يبغضونه وينصبون له العداء, كما إن الإستدلال بكلام وحديث لشخص ما مهما كان لا يضر بالأخذ بكلامه إن كان يوافق العقل وما يؤيد ذلك قوله تعالى في سورة الزمر الآية 18{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }, ففي الحديث المذكور وفي الآية الشريفة تحكيم العقل والتفكر العقلي المنطقي هو الظاهر والمراد منه وإلا كيف يميز الإنسان الحديث الحسن من السيء إن لم يكن عاقلاً ومحكماً لعقله ؟.
لا أتصور أن أحداً ما لا يفهم معنى هذه المقولة لافلاطون وعلى أي شيء تحث, فالتفكير وتحريك العقل البشري هو اللب فيها, وهو في هذه الكلمات نراه وإن كان لم يعاصر الإسلام لكنه تحدث عما أشار له القرآن الكريم في حكم العقل في التدبر والتبين والتفكر والعلم, فهل يعجز الإنسان عن التفكير وتحكيم العقل إن كان عاقلاً ؟ فمن يعجز عن ذلك إلا مجنون, ومن كان يملك العقل ولكنه لا يريد أن يفكر ولا يتعلم فهذا متعصب ومعاند ولا يريد أن يعرف حقائق الأمور, ومن لم يحاول أن يفكر ويتخوف من تحريك عقله كي لا تتضح له أمور مخفية عنه فهذا هو عبداً لما يعتقد به, فكل تلك الصفات « العجز و الخوف وعدم التجرؤ على التفكير » نجدها موجودة عند أتباع المنهج التيمي الداعشي التكفيري…
فهؤلاء النفر فعلاً عقولهم تمثل مهزلة العقول هذا إن كان لهم عقول أصلاً, فهم مصداق حقيقي لكل من لا يريد أن يفكر أو يخاف من التفكير أو لا يجرؤ عليه, فهم أما مجانين أو متعصبون أو عبيد أو كل الأمور معاً, وما يؤكد ذلك هو تمسكهم بفكر وآراء شيخهم وإمامهم ابن تيمية القائم على المغالطات والتقفيز والنطنطة والإلتواء, وخير مثال عن ذلك الأمر هو إعتقادهم بما يعتقد شيخهم ابن تيمية في مسألة « التجسيم » فكل آراء ابن تيمية تشير وتؤكد وتثبت أنه يقول بتجسيم الله سبحانه وتعالى ويقول بأنه « شاب أمرد جعد قطط » ومستنداً في ذلك لحديث منسوب إلى النبي محمد « صلى الله عليه وآله وسلم » وقد صحح ابن تيمية هذا الحديث من أجل أن يشرعن إعتقاده, ومن يريد أن يتأكد ما عليه سوى مراجعة مجلد « بيان تلبيس الجهمية » حيث يرى كيف أن ابن تيمية يقول برؤية الله سبحانه وتعالى في الحقيقة وفي المنام !! ويدافع عن رأيه ويستدل بآراء ابن حنبل وغيره من رجال الدين, ومع ذلك يأتي أتباع ابن تيمية من الدواعش – دواعش الفكر والعنف – ويقولون أنه أي ابن تيمية لا يتبنى هذا الرأي بل إنه يستعرض آراء بعض الشيوخ والعلماء, أي أنه يرد على الجهمية أو ما يسمونهم بالمعطلة وهو يستعرض آراء العلماء في رده عليهم!!..
وهنا نرد على مثل هؤلاء بما قاله رجل الدين العراقي السيد الصرخي الحسني في المحاضرة التاسعة من بحث ( وقفات مع ….توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والذي قال فيه .
{{… ك ـ يا عقول فارغة.. هل ابن تيمية في مقام الرد على الحنابلة أو على الجهمية؟! ولماذا يأتي بآراء الإمام ابن حنبل وأئمة الحنابلة وهو لا يتَبنّاها؟! وهل أنّه يأتي بآراء الحنابلة وملأ بها الكتاب على نحو اللهو والنزهة واستعراض العضلات، فلا هو يؤيّدها ويبني عليها، ولا هو يرفضها ويرد عليها، فلماذا إذن أتى بها؟!! وهل أنّ شيخ التيمية جاهل لا رأي له أصلا وليس عنده إلا التقليد والإتيان بأقوال أئمّة الحنابلة للرد على الآخرين، وهو لا رأي له فيها أصلًا، وهنا الغباء الشديد وفقدان العقل الكلي فاذا كان يرفض أقوال غير الحنابلة وردّ عليها بأقوال الحنابلة وهو في نفس الوقت لا يتبنى أقوال الحنابلة التي ذكرها وكذلك لم يعطِ رأيه ولا الأقوال التي يتبناها، فهل أنتم مجانين أو أغبياء تصدقون بمثل هذه التفاهات والخزعبلات؟!
ل ـ سؤال واضح الجواب، هل الشيخ تيمية فعلًا يخالف الحنابلة فأتى بمذهب جديد؟؟!! والعجب كل العجب إصرار التيمية على إنكار مطابقة شيخهم تيمية لأئمته، علمًا أنّ المطابقة ثابتة جزمًا ولا ينكرها جاهل فضلًا عن غيره، وكما اتضح ذلك لكم جميعًا، ومنها المطابقة فيما يخص رؤية العين!!!…}}.
ومن هذا المثال البسيط والذي لم يكن محض إفتراء أو تخمين وإنما جاء نتيجة مناقشة وجدال مع العديد من هؤلاء أصحاب العقول المعطلة فتجد التبرير واضح في كل ردودهم, فثبت إنهم أما مجانين لا يفكرون أو إنهم متعصبون أو عبيد لفكر شيخهم ابن تيمية أو كل تلك الأمور معاً إي يجمعون بين الجنون والتعصب والعبودية ولم يحكموا عقولهم ولم يستمعوا للقول فيتبعون أحسنه وهذه هي حقيقة العقل الداعشي ومهزلته.