نون والقلم

قاتل وقتلة

كل إرهابي مجنون، وكل قاتل مضطرب نفسياً، من يحمل سكيناً يطعن بها إنساناً لا يمكن أن يكون مسيطراً على نفسه وعلى تصرفاته، ومن يلف حول خصره حزاماً ناسفاً يفجره وسط حشد من الناس الأبرياء فهو فاقد لعقله.

[bctt tweet=”أتباع داعش لا يختلفون عن ذلك الجندي الأميركي الذي فتح النار على ركاب الطائرات في مطار فلوريدا.” via=”no”] هم متساوون في الإجرام، هؤلاء يقتلون الأبرياء في سوق أو نقطة تفتيش أو مركز تدريب أو فندق، وذاك يقتل الأبرياء في المطار. قاتل وقتلة. ولكن المنطق الأعوج يفرق ما بينهم.

الإنسان العاقل، السوي في تفكيره وفي تصرفاته، المسيطر على انفعالاته، لا يمكن أن يقتل أناساً لا تربطه بهم أية علاقة، وليس بينهم وبينه خلافات شخصية، ولا يمثلون أعداءه. هكذا يقول العقل الذي ميز به الإنسان من بين كل الكائنات، فهل يكون الجنون ميزة جديدة تلتصق بالمجرمين ليفلتوا من العقاب؟!

في الولايات المتحدة ثقافة راسخة منذ زمن الهجرة الأوروبية وتشكل المجتمعات، فقد رسخوا القتل وبرروه حتى قضوا على السكان الأصليين، وساد أسلوب تصفية الآخرين بحجة الدفاع عن النفس مرات والحفاظ على الملكيات مرات أخرى، حتى لو كان الخصم غير مسلح أو جاء يطلب شربة ماء.

وقد انتقلت تلك الثقافة مع جنودهم المنتشرين في العالم كله، وفرضت اتفاقيات حماية للقتلة من الجنود في الدول الأخرى، فهم يقتلون دون أن يحاسبوا، وممنوع على الجهات المعنية في الدول الأجنبية القبض عليهم أو محاكمتهم، ومحاكم بلادهم تبرر جرائمهم.

فانتقل ذلك المنطق إلى المدنيين، وتلاعب المحامون في استخدام المبررات القانونية، وخرج قتلة الطلاب في المدارس والجامعات من السجون بعد فترات تأهيل قصيرة، فقط لأنهم كانوا يزورون الطبيب النفسي قبل ارتكابهم لتلك الجرائم، وكانوا يتناولون أدوية تذهب العقل، وتسبب الاكتئاب والاضطراب النفسي.

ذلك الذي أطلق النار في مطار فلوريدا لا يختلف عن أتباع داعش، هو مجرم وهم مجرمون، هو مجنون وهم مجانين، هو فاقد الأهلية وهم لا يملكونها، هو إرهابي وهم إرهابيون، هو خطر على المجتمع وهم خطرون. لكن هو يجد من يبرر جريمته ويدافع عنه، وأتباع داعش يبررون لأنفسهم!!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى