نون والقلم

فضيحة السيجار تهز عرش نتنياهو

[bctt tweet=”نتنياهو لم يكن الوحيد بين رؤساء وزراء اسرائيل الذي يتهم بالفساد وتلفي الرشاوي” via=”no”] فقد سبقه ابيهود باراك و شارون واولمرت ويبدوا ان تلك الحكومات كلها فاسدة لكن سقوط نتنياهو وتلقيه الرشوة لم يكن بسبب المال او بتبرعات خاصة لحملته الانتخابية او بعدد من البذات ذات الالوان المختلفة حسب اخر ما انتجته بيوت الازياء الرجالية في  باريس ولندن ونيويورك ولا تلك العربات المصفحة التي يتنقل فيها من بلد لأخر مع انه حصل على اغلي سيارة مصفحة في تاريخ اسرائيل من نوع اوبيل , لكن الخطير اليوم انه سقط بسبب السيجار الفاخر الذي يدخنه وبالإضافة الى هدايا الشمبانيا لزوجته سارة  والاتفاقيات المتبادلة بينه وبين اصحاب الاموال اليهود , فقد تلقي نتنياهو حسب التقارير الاعلامية سيجار وبناء على طلبة من نوع خاص من الملياردير اليهودي ميلتشن الذي كان بدورة يرسل له سيجارا خاصا يبلغ قيمته خمسة الالاف دولار شهريا والمقابل ما تحاول الشرطة الاسرائيلية التأكد منه, وما ستكشفه الشرطة الاسرائيلية  بالتأكيد سيكون ابلغ واكثر واقسي من ذلك لكنها سمحت بنشره للاعلام في اكبر فضيحة في تاريخ نتنياهو السياسي.

التحقيق  مع نتنياهو على خلفية تلقيه رشاوي مازال مستمرا بعدما اجرت الشرطة الاسرائيلية مؤخرا تحقيقا لمدة ثلاث ساعات في بيته واخر في مكتبه بتل ابيب وقد يطال التحقيق تلقيه رشاوي تقدر بالألاف الدولارات فيما يخص صفقة الغواصات الألمانية  , لكن هل يهتز عرش نتنياهو الحاكم وينهي ولايته الثانية وتذهب اسرائيل الى انتخابات مبكرة ..؟ لعل هذا غير مستبعد لان فضيحة نتنياهو ابلغ من الفضائح الجنسية لرؤساء الوزارة الاخرين والذين اتهموا بتلقي رشاوي جنسية مع ان نتنياهو ليس شريفا الى تلك الدرجة التي يرفض فيها اي رشاوي من هذا النوع ,نعم قد يضطر نتنياهو امام هذا الطوفان من الاتهامات الثابتة والتي اعترف بها معللا ذلك بانها ليست رشاوي بل هدايا من صديق  بتقديم استقالته لأنه سوف يذهب الى السجن ان كان اجلا او عاجلا ,وما يجري في الاروقة الحزبية الاسرائيلية هو تشكيل حكومة بديلة مع حزب المعسكر الصهيوني الذي يتزعمه يتساحق هرتسوغ وهنا تعود تسيفي ليفني للحكومة ايضا باعتبار التحالف بينها وبين هرتسوغ  وهذا ما يدعمه موشيه كحلون والعديد من اعضاء الكنيست باعتبار ان ليس لهم مصلحة في حل الكنيست بل تغير الحكومة .

نتنياهو تلقي الكثير من الضربات خلال فترة حكمه الاخيرة منها السياسية ومنها الداخلية بسبب ركوب رأسه والبقاء في مربع ان يعتبره الإسرائيليين زعيما قوميا كبيرا لكن لا يمكن له ان يستمر في هذا المسار بسبب شبهات الفساد الكبيرة التي تقف في طريقه فبدلا من ان يصبح زعيما قوميا يذهب الى السجن بسبب التهم الجنائية الموجهة اليه ,الشرطة الاسرائيلية  اعلنت هذا الاسبوع انها تمتلك تسجيلات صوتية جرت بين نتنياهو ورجل الاعمال اليهودي ميلتش حول امتيازات متبادلة في حقيقتها ان يستخدم نتنياهو نفوذه رئيسا للحكومة لضمان ان يحقق الرجل ارباحا طائلة  في اسرائيل مقابل ان يحصل نتنياهو على دعم للاستمرار في الحكم , وهذه ليست مجرد اشرطة صوتية وانما ادلة قوية تثبت  تورط نتنياهو بالفساد واستغلال مكانته السياسية لصالح اشخاص بالدولة , لعل مكانة نتنياهو اليوم اصبحت على طبق متحرك يصعب عليه الوقوف وسطه وبالتالي قد يسقط في اي لحظة بسبب ما منى به من هزائم سياسية امام الفلسطينيين ايضا , نتنياهو خسر تعاطف كثير من دول العالم مع اسرائيل بسبب مشروعه الاستيطاني وانكاره لحل الدولتين وعدم احترام القانون الدولي وبالتالي باتت اسرائيل في عزلة دولية مؤكدة وقد يتحقق هذا بسبب رفضه المؤتمر الدولي القادم في باريس بل ورفضة ما سيقرره العالم نتيجة لهذا المؤتمر الذي يتطلع فيه العالم لتحقيق السلام العادل والقائم على اسس دولية   , كما ان قرار مجلس الامن بشأن الاستيطان جاء نتيجة اهمال نتنياهو كل المفات السياسية و سار في طريق واحد الا وهو الاستيطان لذلك كما قال الكثير من خصومة في اسرائيل  ,داخليا سار نتنياهو في طريق القطب الواحد  فلم الا لنفسه في المرآة  ولم يعترف بأحقية المشاورات بينه وبين اعضاء حكومته في كثير من القضايا وحتى تعين ليبرمان وزيرا للجيش جاء اثر مصالح خاصة لنتنياهو ليدعمه ليبرمان ويضمن بقائه في الحكم .

السيجار كان المفتاح الذي فتحت به الابواب امام كثير من الشكوك في نزاهة نتنياهو وفساده على المستويين السياسي والداخلي الاسرائيلي ,والسيجار كشف قدرته على تغطية نفقاته من التدخين من حسابه الخاص لأنها تفوق الخيال ولا يدخن هذا النوع من السيجار الا المليارديرات  ونتنياهو ليس ملياردير, هذا بالإضافة الى افراط زوجته في شرب الكحول التي تقدر بمئات الالاف الشواقل, في النهاية  اعتز عرش هذا الرجل و هو الان في طريقة للسقوط وهناك حكومة بديلة او جديدة في اسرائيل قد لا تسير على خطي حكومته اليمينة المتطرفة ونتأمل ان تكون هذه الحكومة اكثر عقلانية وتستجيب لكل دعوات السلام التي توجه اليها من الفلسطينيين  ويدعمها العالم لينتهي الصراع على اسس حقيقية تعيد الامن والاستقرار للجميع وتنهي الصراع الطويل .

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى