شخص يهرّب سلاحاً من بلد إلى آخر، ويستخدم وسيلة نقل عامة هي الطائرة، ويمر عبر البوابات، ونقاط التفتيش دون أن يرتبك، وبعد الوصول يخرج السلاح من حقيبته، ويلقمه بالذخيرة، ويطلق النار على الركاب في صالة استلام الأمتعة، ويقال: إنه مضطرب نفسياً.
[bctt tweet=”مادام هذا الشخص ليس عربياً أو مسلماً أو ذا ملامح شرق أوسطية، إذاً هو ليس إرهابياً.” via=”no”]
قبل أن يجف الدم، الذي سال في مطار فلوريدا، وقبل أن تتوقف الرجفة، التي سرت في أجساد مئات الركاب، وقبل أن يلتقط الذين تراكضوا في كل اتجاه أنفاسهم، وضعت المبررات للقاتل، وبدأوا يبحثون عن أسباب نفسية وبيئية واجتماعية، ليتجنبوا التسمية، التي خصصت لغيرهم!
لقد أعطوه شهادة براءة، ومن الغد لن تسمعوا شيئاً عنه، فالرجل مجنون، الاضطراب النفسي يعني فقدان العقل في فترات معينة أو لحظات مؤثرة، ولأنه يحمل اسماً أميركياً، ويحمل بطاقة عسكرية، وكان قد خدم في العراق عامي 2009 و2010، فهو ليس إرهابياً.
الإرهاب عندهم له مواصفات محددة، وله فئة معينة بدقة هي فقط التي تستحق أن توصف بهذا الوصف، وهي المواصفات، التي ذكرتها في البداية، لترويع الناس الآمنين، والخوف الذي شاهدناه في عيون النساء والفتيات بالمطار، واستخدام سلاح قاتل.
فهذه كلها لا تدخل في المواصفات والمعايير والمقاييس الإرهابية، ولا تستغربوا إذا قرأتم بعد أيام تقارير تقول: إن هذا الشخص اضطرب نفسياً، بعد أن شاهد جرائم التنظيمات الإرهابية عندما كان في العراق، ويُحال معززاً مكرماً إلى مصحة نفسية، ويعفى من المحاكمة، وبعد سنة أو سنتين يخرج، ليعود فرداً صالحاً في المجتمع!
أي مجنون هذا، أقصد أي مجنون فينا أو في العالم يمكن أن يصدق أن مرتكب جريمة مطار فلوريدا مجنون؟ شخص خطط ودبر، وانتقل من كندا إلى فلوريدا، وهرب سلاحاً، ثم لقمه بالذخيرة، وكاد يرتكب مذبحة، هذا الشخص، ومن خلال تصرفاته، لا يمكن أن يكون مضطرباً أو مجنوناً، بل هو في كامل قواه العقلية، وعلى درجة كبيرة من الذكاء مكنته من الإفلات بسلاحه وذخيرته من الرقابة الأمنية!
[bctt tweet=”مشكلة الغرب وليس الولايات المتحدة فقط، أنه يعيش حالة لبس في تعريف الإرهاب وتصنيف الإرهابيين!” via=”no”]