هذا العام لا يزال في أوله!
لماذا تحرص الصحف وبعض وسائل الإعلام في نهاية كل عام أو في أول يوم في العام الجديد على تقديم برامج مخصصة لما يسمى جردة حساب لكل ما تم في الـ365 يوماً الماضيات من عمر البشرية؟ ولماذا تتبارى بعض القنوات في البحث والتنقيب عن مشاهير الميديا ممن يعرفون أنفسهم بالفلكيين وقارئي الأبراج والمتنبئين بالمستقبل؟
لقد[bctt tweet=” انتهت سنة وبدأت سنة أخرى بالكاد تطل” via=”no”]، تفاءلنا وباركنا لبعضنا وأطلقنا في نهاية العام المنصرم وأول العام الجديد الكثير من الدعوات والأمنيات، لن نطلق أحكاماً عجولة، لا نزال في أول الطريق، نحن لا نزال على إيماننا والعام لا يزال يلقي تحية الصباح على الأيام المقبلة، لا يزال في أوله فتفاءلوا خيراً تجدوه، المهم أن لا تتكئوا كثيراً على قراءات الطالع فهذه ليست سوى تجارة إعلام لا أكثر!
منذ قرون والبشرية تعبر الطريق نفسه: الكثير من الحروب والأزمات والجوعى والمشردين، الفيضانات والكوارث، الزلازل وحوادث الطيران وجنون المتطرفين، رؤساء يرحلون بفشلهم وآخرون يأتون بأكاذيبهم ثم يغادرون هم أيضاً، المجد لمنتخبات كرة القدم ولعلماء وأدباء نوبل، لمَ ذلك لا يحدث منفرداً، فالمشهد يضم ما هو أكثر من ذلك، فهناك ما هو أكثر وأكبر وأجمل لكننا لا نراه، لأن الإعلام لا يقوله لنا، هكذا ببساطة!
كانت هناك مشاريع خير لا تعد ولا تحصى، خيرون فعلوا الكثير للإنسانية، ساعدوا وبنوا وعملوا قدر استطاعتهم كي لا تزداد الانهيارات أكثر، علماء اكتشفوا لنا الكثير من مخارج الأمل والشفاء، طلاب عباقرة وفنانون عظام، ونحن كأفراد بسطاء جداً حافظنا على تماسك أسرنا، تخطينا معاً العديد من العقبات والأحزان التي عصفت بنا، نجحنا في إدخال أبنائنا إلى أفضل الجامعات والتخصصات، أسهمنا في تأمين مستقبلهم، وخدمنا مجتمعاتنا وأوطاننا أيضاً، حققنا نجاحات غيرت مساراتنا الوظيفية للأفضل، استقبلنا مواليد جدداً في عائلاتنا، أنجزنا بحق أعطينا، أخذنا، خسرنا، فرحنا، سافرنا، سامحنا، سقطنا ونهضنا، كسبنا أصدقاء جدداً، قرأنا وعرفنا أكثر وتعرفنا واكتشفنا وصدمنا، وكنا في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة نعيش إنسانيتنا كما نحن ونجد الدعم المتوقع دائماً!
علّ هذا العام يكون أكثر اتساعاً لأحلامنا، وحتى إن فشلنا أو صدمنا فقد بذلنا ما يجب علينا.
أليست هذه الحياة في نهاية الأمر!