قبل مجيء الإسلام وقبل بعثة الرسول عليه السلام، كان كفار قريش نموذجاً لغلظة القلوب المتوحشة التي لا تعرف الله وتقتل وتسفك الدماء وتوأد البنات، وتغير على ممتلكات الغير سلباً ونهباً وفقاً لقاعدة البقاء للأقوى، ولم يكن هذا حالهم فقط..بل كان حال غالبية الممالك في الأرض وإن كان هناك من حين لآخر يظهر ملك عادل هنا أوهناك لا يُظلم عنده أحد مثل ملك الحبشة الذي فر إليه المسلمون الأوائل هروباً من مطاردة قريش لهم ونجاةً بدينهم.
وبعد ظهور الإسلام وبسط الدولة الإسلامية لقواعدها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وترسيخ المبادئ الإسلامية في وجدان المسلمين وإقامة دولة العدل، ماتت الجاهلية ودفنت تماماً وساوى الإسلام بين الأمير والفقير ولم يفرق بينهما إلا بالتقوى والعمل الصالح،ومازالت مقولة الفاروق عمر بن الخطاب، لعمرو بن العاص عندما كان والياً على مصر[bctt tweet=”« متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» نبراساً للعدالة من زمن فات.” via=”no”]
واليوم و[bctt tweet=”بعد أكثر من 1400 عام، حيث فقد المسلمين إمبراطوريتهم، وتحولوا إلى دويلات وفرقاء، وتناسى بعضهم الجوامع المشتركة” via=”no”] الدين، والعروبة، والنسب، وصلة الرحم، والجوار، وغيرها، بات حالنا يرثى له ، ويجرنا البعض جراً لإحياء جاهلية عفا عليها الزمان من بين المقابر ومن تحت التراب، و ما يحدث الآن لهو أكبر دليل على ذالك حيث تغيرت المفاهيم وبدلاً من «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»بات الوضع مقلوباً فالأمة العربية تواجه الموت ليس من عدو خارجي، بقدر ما هو من أورام سرطانية تشعبت في جسدنا الواحد، وتخللت العديد من أطرافه لتنهك قواه وتضعف عزيمته وتقدمه جسداً عليلاً لذئاب لا ترحم.
باختصار..[bctt tweet=”العرب الآن وجها لوجه في كل مناطق الصراع بوطننا العليل والنتيجة آلاف الأطفال قتلى في اليمن والعراق وسوريا وليبيا” via=”no”]، بالإضافة إلى ملايين القتلى من النساء والشيوخ والأطفال، وسالت الدماء الطاهرة تلون خارطة بلاد المسلمين والعرب باللون الأحمر، والسبب ببساطة هو اختلال مفاهيم العدالة والكرامة والإنسانية لدى بعض الحكام الذين استنهضوا الجاهلية بداخلهم فأصبحوا أكثر ضراوة وأشد بأساً من كفار قريش، لكن [bctt tweet=”التاريخ أثبت أن عجلة الزمان لا تدور للخلف أبداً.. أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان” via=”no”].