[bctt tweet=”العالم كله يتطلع إلى سوريا، فما حدث ويحدث هناك ليس شأناً داخلياً.” via=”no”] صحيح أنه بدأ بخلاف بين النظام ومجموعات شعبية وسياسية، لكنه تحوّل بسرعة إلى صراع طائفي ومذهبي ساهمت في تغذيته كثير من القوى والدول الإقليمية، ثم أصبح الصراع بين القوى الاستعمارية، ووجد العالم نفسه أمام حرب يمكن أن تمتد في أية لحظة، وتحرق الكون إذا أفلتت من بين أيدي اللاعبين!!
الكل أيّد اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يتوقف أحد عند من وقع؟ ومن توسط؟ ومن رعى؟ ولم يتساءل أحد عن عدم إشراكه في الحل، سواء من بين الدول الكبرى أو دول المنطقة المجاورة لسوريا، وهذا يعكس تخوف الجميع من اتساع هذه الحرب، ورغبتهم في إطفائها بأية وسيلة من خلال أي طرف كان، ومادامت روسيا وتركيا متأكدتين من قدرتهما على إيجاد حل رحب الصديق والعدو بدورهما، وأقصد من هم في صف روسيا أو تركيا ومن هم ضدهما، واعتبروا ذلك بداية إيجابية للعام الجديد.
فالذي حدث في سوريا طوال العام الفائت كان قاسياً على البشرية جمعاء، فالدم والدمار كان عنواناً يومياً للأحداث، والحقد والكراهية كان مرادفاً للمأساة، وكان الختام قمة المآسي في حلب وما جاورها.
ومع كل ذلك. [bctt tweet=”كل الأمنيات والآمال معقودة على الاتفاق الروسي التركي” via=”no”]، رغم تأكيد حكومة الأسد موافقتها، وكذلك المعارضة بكل فصائلها غير الإرهابية، مازلنا متخوفين من هشاشة وقف إطلاق النار.
فهناك خروقات بعد مرور أربعة أيام على بدء سريانه، وهذا مؤشر غير مريح، حيث يبدو أن بعض القوى لا تريد سلاماً في سوريا، وهي قوى معروفة للوسيطين، وأهدافها أيضاً معروفة، وهي تنفيذ خطة الفرز الطائفي والمذهبي في سوريا، ليتسنى لها مستقبلاً إقامة كيانات موالية مستقلة أو تحت نظام فيدرالي.
فالذين قاتلوا هناك يريدون مكاسب على الأرض، خاصة «قاسم سليماني» الإيراني، وميليشيا حزب نصر الله اللبناني، وحشد المالكي المذهبي القادم من العراق. كل هؤلاء لم تتحقق أهدافهم، ويريدون لشلال الدم أن يستمر، ومثلهم لا يهمه سلامة البشر أو تخفيف الاحتقان الدولي بقدر ما يهمه من اقتطاع للأرض السورية!!