بعض الاعوام في التاريخ حملت اسماء منها ما هو مستعار من عالم الحيوان او النبات، و[bctt tweet=”العام الذي ودّعناه بلا عناق ولم يودّعنا هو عام الذئب، بكل ما تعنيه هذه الصفة من المكر والغدر والاستباحة في عزّ الظلام” via=”no”]، وحين قرأت إحصاءات عما جرى في العام 2016 ومعظمها متعلق بالموت والتدمير والتهجير احسست انها تكفي لعقد من الزمن، لهذا لن تغرب شمس آخر يوم من ايامه دون ان تنعب البوم في الأفق بحسب تعبير شهير لهيجل، وقد ترك هذا العام وراءه ايتاما وأرامل واطلالا تحوله الى امثولة في الزّمان، وفيه ايضا لم يسلم حتى الراعي بعد ان نفق القطيع ليس فقط لأنه كذب بل لأنه حاول الدفاع عن نفسه بالناي الذي يبوح بأشجانه، والذئاب سواء كانت قطعانا او آحادا تملك الانياب والمخالب ذاتها، لهذا فهي مجبولة على طباع لا تقبل التدجين !
كان عاما تحولت الافراح فيه الى اتراح ونادرا ما ابتسم فيه الناس لإحساسهم بالخجل او الخوف ولا اظن ان ضحاياه وما اكثرهم ودّعوه بمناديل الحرير، بل بالجرار المكسورة وهم يصرخون لا اعادك الله، انه عام يذكّرنا بمثيله قبل قرن وبما آلت اليه تضاريس العرب السياسية بعد ان رسمت ريشة المستعمر خطوط الطول والعرض . اما [bctt tweet=”المفارقة فهي ان من لعنوا سايكس بيكو قرنا عادوا ليسبّحوا بحمدها لأنها لم تشطر القطر الواحد الى كسور عشرية !” via=”no”]
عام الذئب استطال فيه الناب الازرق لينغرز في لحوم الاطفال وفي عيون الشهود كي تكتمل الجرائم، وقد لا تكون السنوات العجاف التي سبقته فردوسا مفقودا نبكي عليه، لكنه تفوق عليها بأرقام سوداء بحيث تضاعف عدد الضحايا من كل الاعمار والامصار، وأعجب ما في عام الذئب ان القاتل ارتدى قناع القتيل، وحاول حذف الفاصل بين النهار والليل والحق والباطل، وما لم تذكره الاحصاءات والارقام او سقط سهوا هو الثقافة التي بقيت على قيد الضمير وحوصرت بالتفاهة من كل الجهات باستثناء الجهة الخامسة الخالدة وهي المستقبل !!
42 دقيقة واحدة