كان العالم كله مستنفراً طوال يوم أمس، اختلطت الاحتفالات بانتهاء عام وقدوم عام جديد مع حالات التأهب القصوى للأجهزة الأمنية، خوفاً من الذئاب المنفردة، أولئك الذين يسمون أنفسهم مجاهدين، فقد يكررون مذبحة نيس الفرنسية أو برلين الألمانية.
[bctt tweet=”ليلة رأس السنة فيها صيد وفير، الآلاف يتجمعون في الساحات العامة في مدن العالم” via=”no”]، هي مناسبة وإجازة وعادة اعتادوها. عيدهم ويحتفلون به. ولم تغب صور الجثث الممزقة والدم المتطاير على الإسفلت، والشاحنة الشبح وهي واقفة بمحاذاة الرصيف والناجون يتراكضون في كل اتجاه، فتحولت الميادين ليلة أمس إلى ثكنات عسكرية، حواجز وتفتيش، ومئات من القوات الخاصة مدججة بالسلاح.حتى إن نيويورك أحاطت مداخل «تايمز سكوير»، حيث الاحتفال من عام إلى عام بالشاحنات، «داوتها بالتي كانت هي الداء»، فالحواجز الحديدية، وأحزمة المسامير والقوالب الإسمنتية والمدرعات والمصفحات وسيارات الشرطة لا تستطيع أن تمنع شاحنة يقودها مجنون، فأوقفت 65 شاحنة محملة بالأتربة سدت بها الطرق المحيطة، شاحنة بشاحنة، مثل العين بالعين.
فهذه الأفعال البدائية، والتي لا نعرف من أي كتاب أو نقوش حجرية استدل عليها أتباع الخليفة الداعشي الدجال، لا يمكن أن تواجه بطائرات وصواريخ ودروع مضادة. هي فعل «خسيس» يستهدف أبرياء لا حول لهم ولا قوة، وذنبهم أنهم يريدون أن يحتفلوا، أو أنهم كانوا يتسوقون كما حدث في برلين، فيدهسون ويمزقون تحت عجلات شاحنة.
لا أعتقد أن العالم كان فرحاً وهو يطفئ الأنوار عند الثانية عشرة من ليلة أمس، فالفرح لا يستقيم مع الرعب المسيطر على الدول . عيون الناس كانت تقول ذلك، والتفافات الشرطة كانت تدل على ذلك. كان الجميع يتمنون أن تنتهي كل تلك المظاهر بأسرع وقت، لقد قتلوا الفرح، وجعلوا الخوف سمة من سمات هذا الزمان.
[bctt tweet=”هو عام جديد، ونحن نتحدث عن الموت، هذا ما أراده الإرهاب،” via=”no”] إرهاب داعش أو القاعدة أو من لا نعرفهم، وقد كان يفترض بنا أن نحتفي بعام 2017، ونبارك لكم، فدعونا نختمها، ونقول لكم «كل عام وأنتم بخير».