- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

“محمد نجيب”.. عاش منسيًا ومات منفيًا

إن نساك زملائك فسيذكرك المصريون وإن ظلمتك الثورة فسيأخذ حقك التاريخ، فقد عشت منسيًا رغم أنك الرئيس ومت منفيًا وأنت القائد الذي هبت لأجله الثورة التي أطاحت بنظام الحكم بأكمله، فكنت أول رئيسًا لجمهورية مصر العربية بعد تخلصها من الملكية، فغدر بك من آمنت لهم فاعتقلوك ونفوك وحاولوا شطب اسمك من الكتب لكن التاريخ أبى فها نحن نذكرك اليوم، وتعاملوا معك على أنك خرافة أو إشاعة لكن كل محاولاتهم فشلت فأنت كما قلت أنك كنت رئيسًا لمصر وستظل أول رئيس لمصر ومن بعدك عبد الناصر والسادات ومن جاءوا بعدهم.

رجل حمل روحه على كفيه، فلم يجد إلا الجحود والنكران والغدر ممن تصدى لحمايتهم من الضباط الشبان الذين قاموا بثورة 23 يوليو في مصر، اعتقلوه لما نادى بتسليم السلطة للشعب وضرورة عودة الضباط إلى ثكناتهم العسكرية، اعتقلوه من مكتبه كرئيس للجمهورية بقصر عابدين بزعم وبقسم الشرف العسكري لأن يعود إلى مكتبه بعد أسبوع فظل في معتقل المرج 18 عامًا حتى أفرج عنه الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر 1973″.

هو اللواء أركان حرب محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد إنهاء المملكة وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، وقائد ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق، وتولى منصب رئيس الوزراء المصري خلال الفترة من 8 مارس 1954 ـ 18 أبريل 1954، كما تولى أيضًا منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ثم وزير الدفاع في 1952.

هو سياسي عسكري مصري، لأب مصري وأم مصرية سودانية المنشأ، فولد في ساقية أبو العلا بالخرطوم، تلقى تعليمه بمدينة ود مدني 1905 ، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وانتقل والده إلى وادي حلفا 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، والتحق بكلية جوردن ثم بالمدرسة الحربية وتخرج منها في 1918، ثم التحق بالحرس الملكي 1923، وفي 1927 حصل على ليسانس الحقوق، وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي في 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص في 1931.

قال في كتابه الشهير الذي سجل فيه مذكراته “كنت رئيسًا لمصر”: “إن الحرب الحقيقية في مصر وليست فلسطين”، إلا أنه شارك في حرب فلسطين 1948 وأصيب 7 مرات، وتم منحه نجمة فؤاد العسكرية الأولي تقديرًا لشجاعته بالإضافة إلى رتبة الباكوية، وعقب الحرب عين مدير لمدرسة الضباط.

تعرف على تنظيم الظباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم عامر، وفي 23 يوليو 1952 تم بدأت تنفيذ خطة يوليو والتي سميت بـ”الحركة التصحيحة” والتي انتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وفي 1953 تم إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية، وتم اختيار نجيب كأول رئيس للبلاد.

وبدأت الخلافات بعد توليه الرئاسة مع مجلس قيادة الثورة الذي أصدر قرارًا في 25 فبراير 1954 بإقالة محمد نجيب من منصبه، فاندلعت المظاهرات في مصر والسودان واشتعلت الهتافات “محمد نجيب أو الثورة” ، “لا وحدة بلا نجيب”، فأعاده المجلس إلى رئاسة الجمهورية، ووافق لأجل الديمقراطية.

وفي 14 نوفمبر 1954 توجه نجيب من بيته في شارع سعيد بحلمية الزيتون إلى مكتبه بقصر عابدين، فلاحظ عدم أداء ضباط البوليس الحربي التحية العسكرية، وعندما نزل من سيارته داخل القصر فوجئ بالصاغ حسين عرفة من البوليس الحربي ومعه ضابطان و10 جنود يحملون الرشاشات يحيطون به، فصرخ في وجه حسين عرفة طالبا منه الابتعاد حتي لا يتعرض جنوده للقتال مع جنود الحرس الجمهوري، فاستجاب له ضباط وجنود البوليس الحربي، ولاحظ وجود ضابطين من البوليس الحربي يتبعانه أثناء صعوده إلي مكتبه نهرهما فقالا له إن لديهما أوامر بالدخول من الأميرالاي حسن كمال، كبير الياوران، فاتصل هاتفيًا بجمال عبدالناصر ليشرح له ما حدث، فأجابه عبدالناصر بأنه سيرسل عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ليعالج الموقف بطريقته.

وجاءه عبد الحكيم عامر وقال له في خجل إن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية فرد عليهم “أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسؤولا عن ضياع السودان أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبًا”.

وأقسم اللواء عبد الحكيم عامر أن إقامة محمد نجيب في فيلا زينب الوكيل لن تزيد عن بضعة أيام ليعود بعدها إلي بيته، لكنه لم يخرج من الفيلا طوال 30 عامًا، حتى ظن الناس أنه توفى.

وتوفي اللواء محمد نجيب في 28 أغسطس 1984 بعد دخولة في غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، إثر مضاعفات تليف الكبد، ورغم رغبته في وصيته أن يدفن في السودان بجانب أبيه، إلا أنه دفن في مصر بمقابر شهداء القوات المسلحة في جنازة عسكرية مهيبة، من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وحمل جثمانه على عربة مدفع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى