هذا المقال الأخير في 2016. إن شاء الله ألتقيكم يوم الأحد، الأول من يناير، حيث سنترحم على العام الذي مضى، ونبدأ التوجس من العام الجديد، وهو نفسه العام الذي قلت لكم قبل يومين:[bctt tweet=” إننا متفائلون به بعد أن اختاره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، «عاماً للخير»” via=”no”].
فقد كان ذلك الكلام يخص الجانب المحلي، وهو الجانب المضيء في حياتنا، خاصة عندما ننظر إلى محيطنا العربي، فقد كانت السنة التي نودعها بعد يومين محزنة وكئيبة علينا، وعلى كل العرب.
و[bctt tweet=”لهذا نخاف من القادم المجهول. وحتى لا أكون «سوداوي» التفكير والتوقع، قلت إننا سنبدأ من الأحد في التوجس من 2017″ via=”no”]، نتوجس خيفة أو نتوجس حذراً، كلها توصلنا إلى نهاية واحدة، تأخذنا إلى نفق مظلم. والخشية ألا يكون هناك مخرج لذلك النفق، فنحن قريبون منه. كل المؤشرات تعطينا إحساساً داخلياً بأننا نقترب من نفق تنعدم فيه الرؤية، وتزيغ القلوب، وتذهب العقول.
فالسكة قد رسمت معالمها، وسيّرت فيها شعوب ودول منذ سنوات، وفي السنة الأخيرة، أقصد هذه التي مازلنا نحسب ساعاتها الأخيرة، أقول لكم، في هذه السنة بدأ الفرز وتحركت قطع الشطرنج من أماكنها، وتشكلت مجموعات، وتنافست دول، وبات الصديق في خندق مواجه لصديقه، وأصبح القاتل بطلاً، والمقتول متهماً، والاحتلال عوناً، والمستعمر منقذاً، وأما الأخ فقد باع أخاه!!
هو رقم جديد، العام 2017 لن يختلف عن 2016، والأحد سيتلو السبت، هما متتابعان، لن تفرقهما أجندة حسابية تغير رقمها الأول، بل هي الأجندة السياسية التي تلاعبت وستتلاعب بالمصائر والتركيبات البشرية، وأجندة الغفلة التي جعلت الكل يطمع فينا.
ومع ذلك لن نتشاءم، سنتوجس فقط، خيفة من بعضنا، وحذراً من بعضنا الآخر، فهذه أمة لا تموت، ولا تطول كبوتها، والأمل هناك، نراه يشع من بعيد، وغداً سيقترب ويلفنا جميعاً، في 2017 أو في سنة تالية لها، نحن في النهاية فائزون.