تراكمت الخبرات لدى شبابنا في أعمال الخير، وأصبحت لدينا ذخيرة نفاخر بها الأمم، نجدهم في المقدمة عند وقوع الكوارث، فرق إنقاذ تهب لمساعدة المنكوبين في الزلازل والفيضانات، وتنتشل المحاصرين تحت الأنقاض، وفرق إغاثة تذهب إلى حيث يوجد من شردتهم الحروب وجارت عليهم قوى الشر، تقيم لهم المعسكرات، وتنصب الخيام، وتوزع المأكل والملبس، وفرقاً طبية بمستشفياتها المتنقلة تخفف من جراح التشرد والقهر.
رأيتهم ميدانياً، في مخيم «رأس جدير» التونسي يضمدون جراح الليبيين، وفي عدن يعيدون بناء المدارس والمراكز الصحية والبنى التحتية، شباباً في عمر الزهور، لا يكلون ولا يملون، هم السباقون دوماً. أياديهم تصل إلى المحتاجين قبل أن يسألوا، ورأيتهم قبل ذلك في «كوسوفو» عام 2000، وهم يعيدون البسمة إلى وجوه من مزقتهم الطائفية، وفي عام 1984 رأيت زايد الخير بنفسه يزرع البذرة التي نحصد ثمارها اليوم.
في «ممباسا» الكينية افتتح، طيب الله ثراه، مركز «خليفة بن زايد»، ذلك الصرح الكبير، المقام لمساعدة الفقراء والأيتام والأرامل، بمدرسته ومركز تأهيله للفتيات، وملجأ الأيتام، ومركز تحفيظ القرآن، وعيادته الطبية، ومشغل التأهيل المهني للشباب. وكم كان زايد سعيداً بالمركز، وكم كان فرحاً بأهازيج وزغاريد الأهالي الذين شاركهم يومهم كله وهو يتنقل من قسم إلى آخر.
وفي العام نفسه، في 1984، أمر زايد بتوفير المياه لمنطقة في شمال بنغلاديش، بعد أن رأى سكانها يشربون من مستنقعات زراعة الأرز، وحفرت مئات الآبار، ومدت الطرق، وبنيت ملاجئ للأيتام.
[bctt tweet=”في هذا الوطن شعب تعلم من قادته، شاهدهم وسمعهم، عندما يكون قدوتك زايد وخليفة ومحمد ستعطي بنفس راضية” via=”no”]، لن تبخل بوقتك أو جهدك، ولن تتأفف، وعندما تصلك أخبار يد فاطمة بنت مبارك الحانية العطوف، وهي تخفف معاناة طفل مريض أو أسرة منكوبة، لن تدخر علماً أو مالاً عن المحتاجين.
سيكون 2017 مختلفاً عن كل الأعوام، فنحن نعرف قادتنا، ونعرف شعبنا، وسنقدم مجتمعين سبقاً جديداً يسجل باسم أبناء زايد.