أجمل هدية وصلتني في ذكرى مولدي، وأنا أدخل عامي التاسع والخمسين، (في الحقيقة هي الهدية الوحيدة التي وصلتني!) كانت كلمات ولا أجمل، ولا أروع، تتحدث عن «المرحلة الملكية التي يصلها الإنسان، أو Royal level بالإنجليزية، وأجدني وقد دخلتها باقتدار!..
عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء، لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدلا من أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقة!..
ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً !..
سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك… نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر … ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى.
ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها !..
ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس ! سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك …
إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك !..
كلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا، وأدركنا أننا إذا لبسنا ساعة بـ300أو 3000 فستعطيك نفس التوقيت، وإذا امتلكنا (محفظة نقود) سعرها 30 أو 300 فلن يختلف ما في داخلها، وإذا عشنا في مسكن مساحته 300 متر أو 3000 متر فإن مستوى الشعور بالوحدة واحد..
و[bctt tweet=”في النهاية سندرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية” via=”no”]؛ فسواء ركبت مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية، فإنك ستصل لوجهتك في الوقت المحدد..
لذلك لا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وعندما يكبرون سينظرون إلى قيمة الأشياء لا إلى ثمنها..
سرعة الأيام مخيفة!! ما إن أضع رأسي على الوسادة إلا ويشرق نور الفجر، وما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم..
تسير أيامنا ولا تتوقف!
وأقول في نفسي: حقاً، السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات..
الأحداث تتسارع من حولنا، والأموات يتسابقون أمامنا..
اعملوا صالحا..
ألقو السلام – رددوا مع الأذان -حافظوا على الصلوات – حصنوا أنفسكم – صلوا الأرحام – حافظوا على من يحبونكم بصدق – ابتسموا للناس – احفظوا شيئاً مِن القرآن – تصدقوا – سبّحوا – استغفروا كبروا – صُوموا – صلوا على النبي عليه الصلاة والسلام – علقوا قلوبكم بالآخرة فالدنيا لا تدوم على حال ولن تخلدوا فيها.
فعلا كانت هذه الكلمات من أجمل ما قرأت، وأرجو أن أكون ممن ينشرون الخير بين الناس، ويعملون به!