هذا المشهد يذكرنا بآخر الخلفاء العباسيين، أولئك الذين كانوا يبايعون ويعزلون بقرار من الفرس المنتشرين في الدوائر القريبة، وانتهى حكم بني العباس، وجاء بنو عثمان، أي الأتراك، وحكموا بالنار والحديد معظم بلاد المسلمين، وفي مقدمتها بلاد الشام والعراق، مئات السنين استمرت خلافتهم، وعندما زالوا اختفت كل مظاهرهم، وبقيت الأرض العربية عربية، دمها ولسانها وانتماؤها.
غداً يزول الإرهاب، إنهم مجموعات متشرذمة لا تقوى على المواجهة المباشرة، نجاحها محصور في العمل تحت جنح الظلام، وتمددها منذ 2014 كان بقرار من الذين أرادوا ذريعة للتدخل في العراق وسوريا، فإذا زالوا على يد الذين صنعوهم، من يضمن أن تخرج الجيوش الأجنبية من الشام؟
الروس وجدوا مستقراً، والإيرانيون يفرزون الناس حسب هويتهم المذهبية، والأتراك لهم رؤية للشمال السوري الملاصق لجنوبهم، ولن تخرج الدول الثلاث من سوريا، ستحتلها بعد أن تتقاسمها، فالوثيقة التي وقعت يوم أول من أمس هي وثيقة تقسيم لا وثيقة إنهاء نزاع!