[bctt tweet=” السفير الروسي في تركيا لا ذنب له، إنه ضحية، والقاتل أيضاً ضحية” via=”no”]، ولكنه مذنب، فقد أتى فعلاً مستنكراً، وأهدر دم شخص لم يشارك في مأساة حلب، ولم يكن المتسبب في تدخل الجيش الروسي في الحرب السورية.
[bctt tweet=”الإرهاب إرهاب، وإن اختلفت أشكاله، فكل من يقتل بريئاً هو إرهابي” via=”no”]، ولا يجوز لنا أن ننتقي ونبرر، ولا نملك حق تأييد قاتل هنا، وإدانة قاتل هناك، الكل يتساوى في فعله. وهذا الشاب التركي خان الأمانة، وتحوّل من رجل مكلف بالحماية، إلى غادر استسهل إهدار الدم، ولم يخدم قضية، ولم يحقق مكسباً لفئة أو جماعة ينتمي إليها، وتسبب لأهله وكل الذين يعرفونه بمشاكل ستستمر سنوات.
هذا الشاب ليس بطلاً، بل شخص أناني، لم يفكر إلا في نفسه، صحيح أنه دفع حياته ثمناً لتهوره، ولكنه رحل وهو يعتقد أنه فعل الصواب، فهو بلا شك ضحية فكر منحرف، فكر «سيد قطب» أو أحد كهنة الإخوان، فهؤلاء هم الذين دمروا عقول الشباب وحولوهم إلى وحوش.
لا يغرنكم ذلك النداء الذي أطلقه بعد أن أفرغ رصاصاته في ظهر السفير. إن الله سبحانه بريء منه، ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب رسالة تدعو إلى الرحمة، ووضع قواعد دين متسامح، ولنا في حياته قدوة، وفي أفعاله منهج، وحلب الجريحة بريئة منه، فهذا الفعل الشائن ليس جهاداً، بل هو جريمة، والمجرم ليس بطلاً، بل هو قاتل.
لا يمكن لعاقل أن يبرر ما فعله ذلك الشخص في تركيا، وما فعله الآخر في ألمانيا، سائق الشاحنة الذي دهس 60 شخصاً وهم يتسوقون للاحتفال بأعيادهم. برلين ليست عاصمة لدولة تقتل أحداً في حلب أو الموصل أو إدلب، وهي التي احتضنت عشرات الآلاف من اللاجئين، من مزقت بلادهم الحروب، وشردتهم الطائفية والمذهبية. أفعال مثل هذه لا تبرر، مهما سمعنا من حجج، تكون الحجج واهية أمام الغدر والدم والموت.
آخرون سيبررون، أعطتهما لأفعال الطائشة أوراقاً في أيديهم، بها سيلعبون وسيكسبون، كل أولئك الذين ينادون بتشديد الإجراءات ضد المسلمين، أصبح لديهم مبررات لاستصدار قوانين تمييز ضد المسلمين، ولن يلومهم أحد.