وصل الإرهاب إلى الأردن، وبأسلوب مستحدث، لم يبعثوا شاباً مغرراً به وملفوفاً بحزام ناسف لينتحر وهو يقتل الآخرين، ولم يرسلوا سيارة مفخخة بالمتفجرات لتدمر مركز شرطة أو مديرية أمن، بل استخدموا خطة تهدف إلى إثارة الرعب في مدينة بأكملها، هجوم مسلح على عدة أماكن، وأسلحة متنوعة، وقتل لرجال الأمن، وخطف لسياح أجانب، واحتلال قلعة تاريخية، وتبادل لإطلاق نار يدوم ساعات.
ووصلت سفينة إيرانية محملة بأكثر من 170 كيلو «هيروين» إلى المياه الإقليمية المصرية في البحر الأحمر، بعد أن مرت بسلام عبر باب المندب الذي استهان به بعضنا!
[bctt tweet=”تلك مقدمات لزراعة الموت في الدول العربية التي لا تزال صامدة في وجه الفوضى والتدخل الأجنبي في شؤونها” via=”no”]، الدول التي قلنا أكثر من مرة إنها مطالبة بتقوية تحالفاتها مع بعضها البعض، ونبهنا إلى خطورة الاعتقاد بأن السلبية، والسلامة الشخصية عبر النأي عن الأشقاء سوف تحمي أصحابها، وكررنا أن القارب الذي يحملنا واحد، دول الخليج ومصر والأردن والمغرب والسودان.وللأسف، سمحنا لبعض الصبية أن يتلاعبوا بنا، وأن يشقوا صفوفنا، ويوجهوا الرأي العام في بعض دولنا إلى قضايا مصطنعة حتى نغفل جميعاً عن قضايانا المصيرية، متناسين أن إيران أصبحت على أبواب البحر الأبيض من تدخلها في سوريا، وفي أعماق البحر الأحمر من أتباعها في اليمن، و«داعش» يصدر إرهابه في كل مكان، وهو التنظيم الذي مازال البعض يتساءل عن سر قوته وانتشاره، رافضاً وأقصد ذلك البعض أنه من إنتاج إيران وكل الذين لا يريدون الخير لنا.
[bctt tweet=”الأعداء يستخدمون كل الوسائل، المال والسلاح والمخدرات وأشياء أخرى” via=”no”]، كل ما يدمر المجتمعات الآمنة والدول المستقرة مباح عندهم، ونحن مازلنا نتجادل في مسائل يفترض أنها محسومة، ونختلق صراعات لا وجود لها، نخدم بها من يتربصون بنا، وننفر أشقاءنا، نطعن ظهور بعضنا، ونكيد لأنفسنا، ويتغلغل الإرهاب بكل أشكاله بيننا، إرهاب المسلحين الذين ضربوا الأردن، وإرهاب المخدرات التي وصلت إلى سواحل مصر، كلها تهدف إلى تدمير دولنا العربية الصامدة.