نون والقلم

انتصار المنهزمين

[bctt tweet=”تعتقد إيران أنها انتصرت في حلب.” via=”no”]

تورمت الذات المذهبية تحت راية الشعوبية الضيقة، وخرجت تصريحات مجموعة من المسؤولين الإيرانيين بعد النصر الوهمي. منهم من يعلن سيطرته الكاملة على المنطقة، ومنهم من يقول إنه سيتدخل في البحرين واليمن بعد حلب.

مسيرات مجمعة في شوارع طهران، احتفالاً بالنصر في حلب، وخطب لأشخاص من الحرس الثوري ومجالس الشورى أو النواب، هذا يتفاخر بدك المدن في سوريا، وذاك يهنئ وليه الفقيه على قتل الأبرياء شرقي حلب، والثالث يركبه الغرور، ويقول، وهو معتد بنفسه، بأن «حلب تجعلنا نفرض استراتيجيتنا في المنطقة»، ورابع يتحدث عن تمهيد الطريق لسياسة إيران التوسعية.

هل يخيفنا هذا الكلام؟

هل ارتعدت فرائصنا عندما سمعناه؟

لم يحدث ذلك بكل تأكيد، فنحن لسنا في غابة، ولن نعود إلى الخلف مئات السنين، وإن كان صبرنا قد طالت حباله، فذلك مرده إلى رغبتنا في التعايش مع جيراننا، في ظل مبدأ الاحترام المتبادل، والبناء لا الهدم. نحن لم نخطئ بحق إيران، لم نهددها، ولم نتطاول عليها، ولم نتدخل في شؤونها، ولم نحرض أحداً عليها، وهي فعلت كل ذلك وأكثر.

تهدد وتتطاول وتتدخل وتحرض، بل أصبحت إيران تشعل الحروب في المنطقة، بعد أن غذت الفتن الطائفية والمذهبية، ومع ذلك لا تخيفنا استعراضات جنرالات واهمين، خدمتهم ظروف مرت بالمنطقة، ورؤية خاطئة للولايات المتحدة والأوروبيين بعد سقوط صدام، وفوضى 2011 في بعض البلاد العربية، وتبني فئات خانت أوطانها للفكر السياسي الإيراني. نحن لم نرتجف، وما حدث في حلب من وجهة نظرنا، ليس انتصاراً للمتمذهبين، وليس تمدداً للروس، ولكنه العكس.

ذلك الحقد الذي مارسه الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب نصر الله، وحشد العراقيين، أيقظ الجميع، فهؤلاء جميعاً ليسوا سوى قتلةٍ مجرمين، لا علاقة لهم بفكر أو بحق، وما ارتكبوه لن ينتج غير الانتقام. سحل الأطفال والنساء، والقتل بحسب الانتماء الديني، يؤشر نحو نهاية التوسع الإيراني في المنطقة، وقوتهم التي يتفاخرون بها، ستكون وبالاً عليهم.

إنه انتصار المنهزمين.

ونحن مطمئنون وواثقون بقدراتنا، ونعرف أن الحلم قد يفهم خطأ، وأن الصبر قد يطول، ولكن الحقيقة عندما يحين وقتها، تكون غير متوقعة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى