يرى خبراء إسرائيليون في سقوط حلب دليلاً ساطعاً على فشل مثلث الاطراف: [bctt tweet=”فشل سياسة إدارة أوباما في التعامل مع الحرب السورية” via=”no”]؛ وفشل الدول السنية الكبرى وعلى رأسها تركيا والسعودية في وقف الهجمة الشرسة للائتلاف الروسي – الإيراني – الشيعي الداعم للأسد على مسلحي المعارضة السنية والمدنيين على حد سواء في حلب؛ والأهم من هذا كله الفشل الذريع للمعارضة المسلحة السورية التي منيت في حلب بهزيمة عسكرية ساحقة نتيجة تخلي الدول الداعمة لها عنها وتشرذمها وفشلها في تشكيل قيادة عسكرية موحدة.
لكن ما يعني إسرائيل أكثر من أي شيء آخر على هذا الصعيد هو كيف سيوظف بشار الأسد وحلفاؤه الإيرانيون و”حزب الله” هذا الانتصار العسكري على رغم أن خضوع حلب لا يعني نهاية الحرب الأهلية السورية أو اقتراب الحل السياسي. اذ تنحو التقديرات الإسرائيلية الى توقع استمرار الحرب الأهلية زمناً طويلاً، وبينما يتوقع بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين ان تكون إدلب هي ساحة المواجهة المقبلة بعد انسحاب مقاتلي حلب إليها، يتوقع البعض الآخر ان تكون المعارضة المسلحة في سوريا في صدد درس احتمالات تحركها من جديد ولا يستبعد هؤلاء أن تتبنى النموذج الأفغاني.
والسؤال الذي يطرحه الإسرائيليون على أنفسهم: هل يحاول نظام بشار الأسد والتحالف المؤيد له في المرحلة المقبلة استعادة السيطرة على المناطق الواقعة جنوب سوريا والتي لا تزال في قبضة تنظيمات المعارضة؟ وفي حال حصول ذلك، كيف يمكن أن ينعكس هذا على الحدود السورية – الإسرائيلية وعلى هضبة الجولان اذا انزلقت المعارك الى داخل أراضي إسرائيل؟
لقد كانت التطورات الأخيرة في حلب سبباً لمطالبة أكثر من معلق سياسي في إسرائيل بمراجعة سياسة عدم التدخل في النزاع السوري. ففي رأي هؤلاء ان تبدل موازين القوى لمصلحة الأسد والتحالف الروسي – الإيراني – الشيعي يحتم على إسرائيل وضع خطوط حمراء واضحة وفرضها بالقوة. وفي طليعة هذه الخطوط رفض أي وجود عسكري إيراني أو لـ”حزب الله” في منطقة هضبة الجولان المحاذية لإسرائيل. وفي هذا المجال، على إسرائيل الاعتماد على نفسها بحيث تعمل على منع هذا الوجود بالقوة، وفي الوقت عينه عليها أن تبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع القوى المحلية في الجولان السوري وتتابع سياسة تقديم المساعدات الانسانية للسكان المدنيين.
انتصار الأسد في حلب هو انتصار للمحور الشيعي المتشدد المعادي لها مما يشكل خطراً مباشراً على إسرائيل بدأت تستعد لمواجهته.