علينا أن ننتبه، فهناك من يدفعنا نحو الحائط، ليضرب بعضنا بعضاً، ونبتعد محشورين في زوايا ضيقة، لينفرد بنا.
[bctt tweet=”الضربة الموجعة التي تلقتها مصر يوم الأحد، تستهدف الأمن القومي العربي” via=”no”]، صحيح أنها وجهت إلى الأقباط الآمنين داخل كنيستهم، ولكن المتابع للأحداث اللاحقة، يتبين أنها كانت تستهدف الوحدة الوطنية في قلب الأمة، لأنها العمود الصلب في الجسد المنهك.
ومن خلفها دول الخليج، والدول التي لا تزال متماسكة، أي ما تبقى من عالمنا العربي الكبير. إنهم ينتقمون من إفشال مخططاتهم، وسيعملون بكل ما يملكون من خبث ومؤامرات للوصول إلى أهدافهم، حكم الإخوان سقط، والأبواب التي فتحت للرئيس الإيراني أغلقت، وتوزيعات الأراضي في سيناء وغيرها أبطلت، والشعب المصري ملتف خلف دولته القوية المستقرة.
الضربة موجعة، ولكنها لا تحبط ولا تهز مصر، التي ستخرج منها أقوى مما كانت، والمتآمرون لن يسكتوا، والمحرضون أيضاً لن يتوقفوا، وفي مثل هذا الوقت العصيب، نحتاج إلى الحكمة والقرارات المتأنية، بعيداً عن العواطف المتأججة، والاتهامات المتسرعة، والشحن الزائد من الذين يبحثون عن بطولات زائفة بين أنقاض المآسي.
فقضية مثل هذه، حيث يسيل الدم وتتناثر أشلاء الأطفال والنساء في دار عبادة، ما كان يجب أن تستغل من قبل البعض ليزيدوا النار اشتعالاً، ويحولوا الجريمة النكراء إلى قضية شخصية، وأن يتوقف «عشاق الميكروفونات» عن القيام بدور أجهزة الأمن، ويوجهوا الدولة.
أحدهم يهدد النواب إذا لم يصوتوا على اقتراح قدمه في برنامجه على الهواء مباشرة، نواب الشعب المنتخبين لأعلى سلطة تشريعية، والآخر يريد أن «يدك» دولاً لأنه يشتبه بها، والثالث يطالب بإعلان الدولة «الفلانية» عدوة، وهكذا تحولت القضية إلى «حلبة» يتسابق فيها المحرضون لإحراز بطولات على حساب وطنهم.
[bctt tweet=”مصر الدولة، ومصر الصبورة، لا يمكن أن تندفع خلف أحد، ولا تقبل بأن تحقق أهداف المتربصين بها” via=”no”]، ولا تخضع مواقفها للعواطف، فهي تعلم أن تفجير الكنيسة أراد ضرب وحدتها الوطنية، وتعرف أن اهتزازها يعني خلخلة الأمن القومي العربي، وضياع ما تبقى لهذه الأمة.