نون والقلم

من ينظّم حركة المرور في سوريا ؟

لم يتفق كيري مع لافروف، اختلفا على «حلب». روسيا هي التي تتحدث باسم هذه المدينة، فهي تحاصرها، وهي تقصفها، وهي تحدد مواعيد الهدنة فيها، وهي التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها، وهي التي تمنع المقاتلين من الخروج منها.

و[bctt tweet=”الولايات المتحدة مهمومة بالحالة الإنسانية، إنها متعاطفة مع المدنيين من سكانها” via=”no”]، ولكنها لا تفعل شيئاً لهم، وهي تريد سلامة المقاتلين الذين يلقون سلاحهم، ولكنها لا تستطيع حمايتهم، وتلجأ إلى المفاوضات، والأطفال يموتون تحت سمع وبصر المتفاوضين. وزير الخارجية الروسي قبل أن يمسح الدم من يده يقول: إنه متعاطف مع الذين يموتون في «حلب».

قدرنا أن نرى الكل يسخر منا، مندوب سوريا في الأمم المتحدة يستشهد بأقوال الإمام علي بن أبي طالب، يحمّله «كرّم الله وجهه» تبعة جرائم نظامه ضد الأطفال والنساء وكل الذين يطلبون الأمان في بيوتهم، وهو محتج لأن 122 دولة وافقت على قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار. ما زالت لديه براميل متفجرة لم يقذفها من الطائرات. والروسي يقول: إنه مع إنهاء مأساة «حلب» ولكن المأساة لا تريد أن تنتهي، والإيراني لم يرتو بعد من الدم العربي.

قدرنا أن نعيش في السخرية ونتعايش معها، فهذه الولايات المتحدة ترسل 200 جندي إلى «الرقة» السورية استعداداً للهجوم عليها لإخراج «داعش». أرانب في «حلب» وأسود في «الرقة»، وليس بين المدينتين مسافة كبيرة، انظروا إلى الخريطة وتأكدوا، ولا تتساءلوا، حفاظاً على عقولكم التي تحتاجونها، وأعصابكم حتى لا تفقدوها.

لا تسألوا أو تتناقشوا في أمر من وصل إلى «الرقة» ولا يعرف ما الذي يدور في «حلب»، وذلك الذي يريد «حلب» بأي ثمن كان، ولا يريد «الرقة». اصمتوا وتفرجوا، مادمنا نعيش في هذا الزمان يفضل أن ننتظر النتائج وإن كانت قاسية.

ومع ذلك، مع دعوتي لكم بعدم التساؤل، لديّ سؤال سأطرحه ثم سأسكت، وهو سؤال يلح عليّ منذ أيام، ولا تضحكوا إن رأيتم أنه سؤال ساذج «خذوني على قد عقلي» و «فوتوها» هذه المرة، السؤال الذي أتمنى أن أجد الإجابة عنه من عاقل فاهم أو مجنون جاهل يقول: من ينظم حركة المرور في سوريا حتى وصل الأميركان إلى «الرقة» والروس والإيرانيون إلى «حلب»؟!!

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى