-1-
[bctt tweet=”الحب طائر مذعور… سرعان ما يطير من الشباك” via=”no”]، إذا ما دخل من الباب، ما يرهق القلب، ويشغله عن ضخ الدم في العروق، كخراب مضخة المياه، أو فاتورة كهرباء كبيرة، أو نفاذ جرة الغاز، أو تعطل المكنسة، أو انقطاع الإنترنت!
لهذا يحتاج العشاق إلى مصدات «رياح» قوية لحماية قلوبهم من أي تأثيرات يمكن أن تشوش البث العاطفي وجودته، بل إن حماية الحب بحد ذاته ضرب من المقاومة الإيجابية لكل العوامل التي يصنعها الأعداء، أي أعداء، داخليين كانوا أم خارجيين، لأن فقدان القلب لمهمته الأساسية تعني نوعا من الاستسلام للموت السريري للقلب، وبالتالي التوقف عن الحياة، الحب مقاومة، بل أشد أنواع المقاومة مضاء، في وجه الخراب، ومتى كف القلب عن الحب، تحول إلى مضخة صدئة، لا يضخ غير الخذلان والتقاعس عن الحياة، بكل مظاهرها الجميلة!
-2-
حينما نفقد القدرة على الدهشة ننضم إلى جمعية فاقدي الحماس ولا نعدو أن نكون حينها إلا ذكريات بشر، أولئك المهددون بالإصابة بهذا المرض، عليهم أن يجترحوا أي حدث مدهش للفرار من حالة البلادة هذه، قبل أن يتحولوا إلى جثث تدب على قدمين!
-3-
كتب إليها يقول: أيتها الغائبة وراء سجف الظلام، المتوارية في أسلاك الهاتف، الغافية تحت ظلال الكلمات، المحتجبة في أزرار الكيبورد، النابضة في تكتكات الماوس، اللاهثة وراء مؤشره وهو يركض خلف الكلمات على شاشة الحاسوب، ابقيْ كما أنت كامنة في ملف بلا اسم، واسطعي متى تشائين، وأنى تشائين، وحين تشائين، فأنت تقيمين في كل فاصلة، وتملئين الأفق عند كل إعادة تشغيل وتطلين من وراء كل أيقونة على سطح المكتب!
-4-
كم هو ممتع نور الشمس، ومبهر أيضًا، وكم هي مفرحة تلك اللحظات حينما نغرق في الظلام لعطل ما في الكهرباء .. ثم يعود النور فجأة! في تلك اللحظات التي يلفنا فيها العتم نرى ما لا يمكن رؤيته في الضوء، نرى أحبة طغى على صورهم ضجيج الوضوح، ونستحضر أرواحًا غادرتنا منذ أزمنة سحيقة، ونرى أنفسنا عارية بلا مساحيق ولا أقنعة، نرى ببصيرتنا ما لا يدركه البصر، وحين يعود الضوء ننسى كل تجلياتنا الروحية ونعود للاشتباك مع القشور!
خارج النص
ألحب، أن تتقاسما فنجان قهوة الصباح، حتى دون وجود الفنجان !