أسبوع حافل، مر سريعاً، من شدة الازدحام، لم نشعر بالأيام وهي تتلو الأيام، حدث يسابق حدثاً، وفرح يطغى على فرح، وقرة أعين نراهم وسط الأهازيج والابتسامات، فنسعد بهم، ونخشى عليهم من العين والحسد، فندعو لهم.
ما أجمل أن يكون هؤلاء شيوخك، قادتك، تحبهم لأنهم يحبونك، يهفو لهم قلبك، لأن قلوبهم متعلقة بك، واهتمامهم ينصب عليك، يأسرونك بتواضعهم وطيبتهم، تتمنى أن تكون طفلاً يمازحك محمد بن راشد، وأن تكون جندياً يحضنك محمد بن زايد، وأن تكون شاعراً تلقي قصيدة في حضرتهم، أو تكون بين الناس لتراهم عن قرب، وتتبع خطواتهم، وتنتقل معهم من مكان إلى آخر، فقط لتشاركهم في رسم هوية وطن، و [bctt tweet=”ما أجملها من هوية، زاهية ألوانها، براقة أنوارها، تحيطها رايات تنثر الطمأنينة في النفوس” via=”no”]، علم أحمر وأخضر وأسود وأبيض، وظل خليفة ينشر الدفء.
من أوائل الإمارات وعيد القراءة، إلى يوم الشهيد وذكرى الذين لا يفارقوننا أبداً، إلى الثاني من ديسمبر، وتجديد العهد برفع راية الفخر على خطى زايد وراشد، وإنجازات محمد بن راشد، الذي غرس النبتة في الأرض، في تلك البقعة التي شهدت ميلاد الدولة، ورائحة الكبار العطرة، وصرح يخلد يوماً لا يتكرر، ورجال لا يجود الزمان بأمثالهم كثيراً، في متحف الاتحاد وعبقرية أهل الصحراء وهم يبنون حضارة.
متحف يسجل اللحظة والساعة واليوم، ليتذكره جيل قادم بعد جيل حاضر، ويتعرف إلى أسباب ما هم عليه اليوم.
وفي غمرة الفرح، نتذكر تراث الإنسانية، ويطلق المؤتمر الأول للحفاظ عليه. أربعون ممثلاً لدول العالم، وثمانية رؤساء، ويكمل سلمان الحزم المشهد، يحل ضيفاً على وطنه الثاني، ونشهد معه ومع شيوخنا، مسيرة الاتحاد التي أعادتنا إلى ذلك الزمن الجميل، إلى أيام زايد، وبدايات الدولة وجموع المواطنين تجدد الولاء والانتماء.
ويختتم الأسبوع الحافل، بقمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي ننتظر نتائجها اليوم، وهي قمة خير. القادة والشيوخ إذا اجتمعوا، لا يصدر عنهم إلا الخير.