نون والقلم

إبادة ممنهجة.. وقضية منسية !

إخواننا (المسلمون الروهينجيا في دولة ميانمار، أو بورما سابقًا) يعانون منذ عدة عقود، وتحديدًا من العام 1942م، من التطهير العِرقي والديني، والاضطهاد والقتل والتّهْجِير من ديارهم!!

وفي مخيمات لجوئهم – التي هي أقسى من السجون باعتراف «صحيفة نيوزويك الأمريكية» في عددها الصادر الشهر الماضي- يُحَاصَرُ أكثر من 150 ألف نسمة، منهم التعذيب المُمَنْهَج، والجوع والمرض؛ ورغم ذلك فهم مَنْسِيُّون؛ فيما تُجَاهِر وتُفَاِخر السلطات البوذيَّة في ميانمار، ومعها رهبانها بإبادتهم!!

فالرئيس السابق (ثِيْن سين)، أكَّد في تصريحات له أن (أقليَّة الروهينجيا المسلمة) ليسوا من اَثْنِيْتِنَا، والحل الوحيد المتاح لأفرادها تجميعهم في معسكرات لاجئين، أو طردهم من البلاد!

بينما الراهب البوذي (آين ويراثو) أحد الذين يتزعمون حملة العنف ضدهم، يعتَرف بذلك بحجَّة أنَّهم خطر يُهدِّد الوجود البُوذي، وأنَّهم آكلِونَ لِلِحُوم البَشَر؛ ولهذا ستتواصل حملة القضاء عليهم!!

تلك المآسي تتواصل اليوم في «ولاية راخِيْن»؛ حيث المجازر الداميَة، وحَرْق المنازل، واغتصاب الفتيات أمام ذويهنّ، واعتقال وإخفاء الشباب، وضربهم، وقَتْل علماء الدين، وانتهاك المقدسات.

وإزاء ذلك كله [bctt tweet=”لا تملك بلدان المسلمين ومنظماتهم إلاَّ بيانات الشجب والتنديد” via=”no”] التي من آخرها ما صدر عن منظمة التعاون الإسلامي الأحد الماضي؛ دون تحركات فاعلة وملموسة.

أجزم بأن كل تلك الأحداث والمعطيات، وما يعانيه (أشقاؤنا الروهينجيا) تنادي العالم الإسلامي بسَاسَته وعلمائه وإعلامييه وجمعياته الخيرية، لكيما يقوم بواجبه في نُصرة أولئك المساكين ودعمهم؛ وذلك بإطلاق حملة سياسيَّة وإعلاميَّة منظمة، تضغط على (حكومة ميانمار)، وتفتح ملف أزمتهم لدى المنظمات الدوليَّة.

ولعل بعض العلماء والدعاة الذين لهم جماهيريَّة يُسارعون إلى زيارة المسلمين هناك؛ دعمًا لهم، ولتسليط الضوء على قضيَّتهم، وهذه دعوة صادقة لحملةِ إغاثة لهم؛ فهَل نحن فَاعلون؟، فإخواننا ينتظرون.

أخيرًا من التناقضات العجيبة أن العنف يتصاعد ضد (أقليَّة الروهينجيا المسلمة) في ميانمار، في ظل حكومة تقودها (المستشارة أونغ سان سو)، الحاصلة على جائزة نوبِل للسلام، الذي يبدو أنَّه غير معني أبدًا بالمسلمين.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى