نون والقلم

واثقون

أصحاب النظرة السوداوية يخالفون المتفائلين بالقمة الخليجية التي تنطلق اليوم، إنهم متشائمون، هذه طبيعتهم، طرحهم دائماً عكس الآخرين، وكأنهم مكلفون بإحباط الناس، وللأسف أكثرهم من الذين يصفون أنفسهم بالباحثين والمهتمين.

بعض هؤلاء أطلقوا أحكاماً مسبقة على القمة، يقولون إنها لن تخرج بجديد، وستكون مثل سابقاتها، تبحث وتحيل وتدرس، والبعض الآخر تعلق بالنقاش الدائر على الساحة الخليجية حول الانتقال من مجلس التعاون إلى الاتحاد، وحطم الفكرة وأهدافها قبل أن تبدأ.

وقد سمعت أحدهم يقول «بأن القمة ستعتبر فاشلة إذا لم يعلن قيام اتحاد بين دول المجلس»، ليس لديه حل وسط، إما الاتحاد وإما الفشل، وهذا تلاعب بالعواطف، متى استخدم حلم أو أمل يتمناه غالبية الناس بهذا الأسلوب، وفي هذا التوقيت يعني كسر النفوس وإحباطها.

رغم أن أمور السياسة لا يعرف خفاياها غير أصحابها، فالقرارات الكبرى لها تداعيات، وآثار تترتب علينا وعلى غيرنا، وظروف المنطقة لا تحتمل التسرع ودغدغة المشاعر، فالربيع الذي مر على بعض الدول وأحرقها مازالت آثاره عالقة بالثوب الخليجي، ومتغلغلة في ثناياه.

وأتباع [bctt tweet=”إيران أو عملاؤها يعملون ليل نهار على توسيع الشروخ التي خلفتها الأحداث منذ 2011″ via=”no”]، والتنظيمات الإرهابية مثل الإخوان والسلفية الجهادية تنشر لمروجي الأكاذيب والإشاعات، يريدون الحفاظ على البيئة الحاضنة لهم في بعض الدول، ولهذا هم يحاربون الانتقال من مجلس التعاون إلى الاتحاد.

وهناك أصحاب المصالح، أولئك الذين يخشون من قيام دولة اتحادية بهذا الحجم، وهم يعملون منذ سنوات على تفتيت الدول العربية الكبرى، وها هو نموذج ليبيا ماثل أمامنا، وكذلك العراق وسوريا ومن خلفها اليمن، قلت قبل أيام إنهم يريدون دويلات لا دول، وهذه حقيقة لا بد أن ننتبه إليها، فالإقدام على خطوة بحجم اتحاد 6 دول أو أقل قليلاً ليس شيئاً سهلاً، والنجاح بحاجة إلى تضحيات، أما الفشل، لا سمح الله، فهو الكارثة التي لا نرغب فيها!!

عاطفياً كلنا مع اتحاد دول الخليج لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية، ولكن واقعياً نطلب الممكن، الشيء الذي بمقدورنا أن نحققه، فالمسميات ليست مهمة اليوم بقدر الالتفاف حول بعضنا البعض، أعلن الاتحاد أم لم يعلن، تحقق بين كل الدول أو بعضها، صدرت قرارات تكاملية في مجالات أوسع من السابق أم لم تصدر، كل ذلك لا يهم.

المهم هو أن تزيد القمة من جرعة التفاؤل بالتقائنا عند المبادئ والثوابت الأساسية، ولن نتشاءم، ولن نحبط الهمم، فالقادة الذين يجتمعون اليوم في البحرين قادرون على حماية خليجنا، بقرارات معلنة أو سرية، فالجميع متفقون على وحدة الصف والكلمة.

هذا ما نحن واثقون منه.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى